د تاریخ دولت آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
ژانرونه
قال: وفي سنة 475 ه سار الشيخ الإمام أبو إسحق رسولا من المقتدي إلى السلطان بعد أن أوصله الخليفة إليه، وفاوضه شفاها، وشكا من العميد أبي الفتح بن أبي الليث سفاها. فوصل إلى خراسان، وناظر مع الإمام أبي المعالي الجونيي، وكان في صحبته من أكابر تلامذته الشاشي، وابن قنان، والطبري، وكان معه جمال الدولة عفيف الخادم. وعاد الشيخ أبو إسحق إلى بغداد، والقلوب إلى حضرته متعطشة، والعيون من غيبته مستوحشة. ثم توفي قدس الله روحه في ليلة الأحد الحادي والعشرين من جماد الآخر سنة 476 ه. ورتب مؤيد الملك أبا سعد المتولي مدرسا فلم يرض نظام الملك به، وجعل التدريس للشيخ الإمام أبي نصر الصباغ صاحب الشامل. فاتفق خروج مؤيد الملك، وخرج معه المتولي فعاد متوليا، وفي رتب السمو متعليا. وقد لقب شرف الأمة وأبو نصر الصباغ مدرس. وتوفى يوم الخميس النصف من شعبان وبقي المتولي مدرسا إلى أن توفي في شوال سنة 478 ه.
وعزل عميد الدولة في صفر سنة 476 ه بمكتوب خرج إليه من الخليفة، واجتمع يارق الحاجب والشحنة والعميد وأصحاب مؤيد الملك على باب عمورية حتى خرج بنو جهير بأهلهم وحواشيهم، وكهلهم وناشيهم. وساروا إلى المعسكر، وحصلوا على المنصب الأظهر. فإن السلطان عقد على فخر الدولة بن جهير ديار بكر، وخلع عليه وأعطاه الكوس والعلم، وآذن له في الخطبة لنفسه، وفي السكة باسمه.
مخ ۲۳۱