د تاریخ دولت آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
ژانرونه
ذكر عن ظهير الدين عبد العزيز، صاحب خزانته، أنه قال: أحببت أن يشاهد السلطان سنجر ما اشتملت عليه خزانته، لتظهر كفاية متوليها وأمانته. فقلت له: أخدمك بألف ثوب أطلس حتى تبصره، وتستعرض صامته وناطقه. فسكت، وظننت أنه رضي بما ذكرته. فجئت إلى الخزانة وأبرزت ما فيها وأظهرته. وكان فيها ما لم يجتمع قط في خزانة سلطان قبله من طرائف يعز وجودها، وجواهر تجل عقودها، وصرر أكياس قد ملأت الفضاء نقودها، وأعلاق لا يعرف لها قيمة، وصناديق لآلئ كلها يتيمة. فلما نضدته وأبرزته، ولفقت كل جنس ونوعته وميزته، جئت وقلت له : "أما تبصر مالك، وتشاهد حالك. وتشكر الله الذي خصك به وأتالك؟ "فقال: " يقبح بمثلي أن يقال عنه إنه مال إلى المال، أو أنظر إليه أو أخطره بالبال. ففرق ما جعلته لي من الثياب الطلس على الأمراء، وأعرض عليهم ما في الخزانة من تلك الأشياء. وقل لهم يقول لكم سنجر: قد ادخرت هذا لكم، وجمعته لأفرقه في قمع عدوكم وجمع شملكم". قال: ففعلت ذلك ففرحوا واستبشروا، وحمدوا وشكروا.
وكان سنجر لا يدخل خزانته ولا يعيرها نظره، ولا يوجد بخاطره منها خطرة. وكان لكرمه يحسن الظن بنوابه، ويسلم حكم القلم إلى كتابه، مفضلا على أصحابه، ويقول: "إن الدنيا فانية، فندعهم يرتعون معنا، ويسعهم من النعم ما وسعنا". وكانت جواهره في طبول مختومة بختمه، محفوظة باسمه. فإذا أراد منها شيئا استحضرها، وفض خواتيم أقفالها وأخذ منها، ثم أعادها بختمها إلى حالها.
ذكر سبب اختلال ملكه وانحلال سلكه
قال: لما امتدت مدة حياته، وأمدت بالطول مادة عمره، تسلط الأمراء على سلطان أمره، وتسحبوا على قدره، وحقر الصغير حق الكبير، وتأخر الكبير لتقدم الصغير. واستخف الوقور ووقر الخفيف، وصرف الضعيف. ووقع التحاسد بينهم والتحاقد، وارتفع وانحل التساعد والتعاقد. وكان أكابر الدولة في ذلك العهد، سنقر العزيزي، ويرنقش هريوه، وقزل، وأضرابهم. وأقدم منهم قماج، وعلي الجتري. وقد اختلفت آراؤهم وأرابهم، وركب كل منهم أم رأسه، وعض على الأضرار بأضراسه.
فأول خطأ أصاب سنجر كسر الكافر الخطائي له ولعسكره، ورد صفو ملكه إلى كدره.
مخ ۳۶۴