ميمون الأقرن: أخذ العربية عن أبي الأسود ثم من بعده عن عنبسة الفيل، ورأس علماء العربية بعد عنبسة.
هؤلاء أنبه تلاميذ أبي الأسود الدؤلي ذكرا وأعلاهم شأنا، وإذا اعتبرنا أبا الأسود طبقة برأسها فإن خريجيه هؤلاء يعتبرون الطبقة الثانية.
وأشهر من تلقى العربية عن هذه الطبقة: (1)
عبد الله بن زيد بن الحارث الحضرمي البصري: قالوا ليس في أصحاب ميمون أحد مثل عبد الله هذا، وكان شديد التجريد للقياس وشرح العلل، وقد أملى كتابا في الهمز، وتوفي سنة 127ه عن ثمان وثمانين سنة. (2)
أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني: إمام البصريين في القراءات والعربية فهو أحد القراء السبعة المشهورين، وأعلم أهل زمانه في العربية والشعر ومذاهب العرب حتى نقل أبو الطيب اللغوي أن بعضهم كان يقول: لم يؤخذ على أبي عمرو بن العلاء خطأ في شيء من اللغة إلا في حرف واحد. وقد كتب الشيء الكثير من منثور اللغة ومنظومها حتى قيل إن دفاتره كانت تملأ بيتا إلى السقف، ولكنه تنسك في أخريات أيامه فأحرقها، وتوفي سنة 154ه أو 159ه. (3)
أبو سفيان بن العلاء: أخو عمرو بن العلاء، أخذ عمن أخذ أخوه من رجال الطبقة الثانية، وقد أخملته شهرة أخيه، وتوفي سنة 156ه.
وأشهر من تلقى اللغة وآدابها عن هذه الطبقة: (1)
عيسى بن عمر الثقفي: رأس المتقعرين من اللغويين، أخذ العربية عن أبي عمرو بن العلاء وعبد الله بن زيد الحضرمي، وروى عن رؤبة بن العجاج وجماعة آخرين، ولكثرة تعمقه في اللغة كان يغلب عليه الإغراب في الكلام، قيل إنه سقط ذات مرة عن حماره فاجتمع إليه الناس، فنظر إليهم مغضبا وقال: «ما لكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة؟! افرنقعوا عني» أي ما لكم تجمعتم حولي كتجمعكم على مجنون تنحوا عني، فقالوا: إن شيطانه يتكلم بالهندية. وله أمثال هذا شيء كثير، وله في العربية كتابان: أحدهما سماه الإكمال، والثاني الجامع، والظاهر أنهما لم يعيشا طويلا على كثرة ثناء تلاميذه عليهما، قال الخليل:
ذهب النحو الذي ألفتم
غير ما ألف عيسى بن عمر
ناپیژندل شوی مخ