قَالَ: وَحضر سِيبَوَيْهٍ، فَأقبل عَلَيْهِ الْأَحْمَر، فَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة، فَأجَاب فِيهَا سِيبَوَيْهٍ.
فَأقبل عَلَيْهِ الْأَحْمَر، فَقَالَ: أَخْطَأت.
ثمَّ سَأَلَهُ عَن ثَانِيَة، فَأجَاب فِيهَا.
فَقَالَ الْأَحْمَر: أَخْطَأت.
ثمَّ سَأَلَهُ عَن ثَالِثَة، فَأَجَابَهُ فِيهَا.
فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأت.
فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا سوء أدب.
قَالَ الْفراء: فَأَقْبَلت عَلَيْهِ، فَقلت: إِن ي هَذَا الرجل حدَّة وعجلة، وَلَكِن مَا تَقول فِيمَن قَالَ: هَؤُلَاءِ أبون. ومررت بأبين، كَيفَ تَقول على مِثَال ذَلِك من وأيت وأويت.
فقدَّر، فَأَخْطَأَ.
فَقلت: أعد النّظر.
فقدَّر، فَأَخْطَأَ.
فَقلت: أعد النّظر. ثَلَاث مَرَّات، وَلَا يُصِيب.
فَلَمَّا كثر ذَلِك عَلَيْهِ، قَالَ: لست أُكلمكما حَتَّى يحضر صاحبكما، حَتَّى أُناظره.
فَحَضَرَ الْكسَائي، فَأقبل على سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: تَسْأَلنِي أَو أَسأَلك؟
1 / 102