تاريخ علم الادب: عند الافرنج او العرب او فکتور هوکو
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
ژانرونه
فأدباء العرب قالوا: بأن جل محاسن الكلام إن لم تكن كلها متفرعة عن التشبيه والتمثيل والاستعارة والكناية، وجعلوها أقطابا تدور عليها المعاني؛ ولذا تجد غزلهم مثلا يدور دائما حول التفنن في تشبيه القدود بالأغصان، والنهود بالرمان، والخدود بالورد والجلنار، والعيون بالنرجس ونحو ذلك، على حد قول الشاعر:
قلبي على قدك الممشوق بالهيف
طير على الغصن أم همز على الألف
وهل سويداؤه خال بخدك أم
خويدم أسود في الروضة الأنف
وهي قصيدة غراء من كتاب ريحانة الألباء المطبوع في بولاق، والمراد تشبيه قد المعشوق بالغصن أو بالألف، وقلب العاشق بالطير أو بالهمزة، وفي البيت الثاني تشبيه سويداء القلب، وهي الجنة السوداء التي فيه بالخال الذي على خد المحبوب، وتشبيه الخال بالخادم الصغير الأسود، وهو في الروضة؛ لأن جسد الحبيب في اصطلاحهم بستان فيه جميع الأزهار والفواكه والأشجار والأنهار والتلال والوهاد والأغوار والأنجاد؛ فكأن جميع المخلوقات الطبيعية تتشخص في هذا الجسد، فجميع أشعارهم في الغزل، وجميع تفنناتهم فيه يدور ويرجع لأصل واحد، وأحسن مثال له القصيدة الآتية:
نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها
أو روضة رصعتها السحب بالبرد
ناپیژندل شوی مخ