تاريخ علم الادب: عند الافرنج او العرب او فکتور هوکو
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
ژانرونه
تجهل - واجهلي مثلها دائما - ما في هذا العالم من الشقاء الملوث للنفس، والحظوظ الكاذبة، والأباطيل الفانية، وكل ما عاقبته الندامة وتبكيت الضمير، والشهوات التي ترغي على القلب كالرغوة، وخواطر الخجل والمرارة الباعثة على احمرار الوجه.
أنا أخبر بالحياة ويمكنني أن أقول لك: متى كبرت واقتضى تعليمك بأن الجري وراء السلطنة والسعادة والتفنن هو جنون ودناءة، وبأن كأس
44
الانتخابات تدور علينا وتسقينا الخزي بدلا عن الفخار، وبأن الإنسان يخسر نفسه في لعب هذا القمار.
كلما عاشت النفس تعطشت، والأمور وإن شفت بدايتها عن نهايتها وظهرت أسبابها في عاقبتها؛ فالإنسان مع ذلك يشيب على الرذيلة، وعلى الضلال المنفور منه، من كثرة المشي يتيه الإنسان ويداخل عقله الشك، والكل يترك شيئا على شوك الطريق التي سلكها، فالغنم تترك صوفها والرجل يترك فضيلته.
قومي إذن وادعي لي، وقولي في مقام كل دعاء: «يا الله يا الله يا ربنا أنت أبونا فارحمنا إنك أنت الرحيم، فارحمنا إنك أنت العظيم.» ودعي قولك يذهب إلى حيث ترسله نفسك، ولا تقلقي فلكل شيء طريق، فلا تقلقي على الطريق التي يذهب فيها.
لا شيء في هذه الدنيا إلا وله مجرى، فالنهر يجري ملتويا بين السهول حتى يصب في البحر، والنحلة تعرف الزهرة التي فيها العسل، وكل طائر يطير ويقع دائما على غرضه، فالنسر يطير ويرتفع نحو الشمس، والعقاب يهبط على المقبرة، والخطاف (السنونو) يطير في الربيع، والدعاء يصعد إلى السماء.
فإذا ارتفع صوتك إلى الله بالدعاء لي أكون كالعبد الذي جلس في الوادي بعد أن حط حمله على حافة الطريق، وأشعر بخفة نفسي؛ لأن دعاءك يأخذ بيده وهو صاعد جميع ما يثقل على عاتقي من الآلام والأوزار والخطايا.
قومي ادعي لأبيك؛ لأصير أهلا لرؤية طيف ملك يمر في المنام كطير الحمام، ولتشتعل نفسي مع اشتعال البخور، امحي خطاياي بنفسك الطاهر؛ ليصير قلبي معصوما نقيا كأنه صحن الهيل الذي يغسل في كل مساء. •••
ادعي أيضا لجميع من يمر على هذه الأرض من الأحياء، ولجميع الذين اندثرت مآثرهم بهبوب الرياح وتلاطم الأمواج عليها، وللأحمق الذي يفرح بلمعان الحرير وبسرعة عدو الخيل، ولكل من يتألم ويشتغل سواء كان غاديا أو باديا، سواء عمل خيرا أو شرا.
ناپیژندل شوی مخ