============================================================
ويعترض الفرض الأول كون جميع النسخ اللاتينية لنص اوروسيوس الباقية لنا - وعدتها تبلغ حوالي المائتين - لا تحتوي على هذا الحشو. فكيف بكن ان تنفرد به هذه النسخة التي نقلت عنها الترجمة العربية؟ من الصعب إذن تحقيق هذا الفرض الأول.
وبالمنل : ينبغي ان نتساءل : ماذا حمل المترجم العربي على هذا الصنيع ا إن الترجمة كانت من آجل خليفة المسلمين في قرطبة، أي موجهة لجمهور إسلامي في غالبيته العظمى، فما الداعي الى ايلاج هذا "التاريخ المقدس" الخاص باليهود والتصارى بخاصةة الحجج إذن متكافة في إبطال كلا الفرضين . ولحل المشكلة نحن في حاجة الى مصدر جديد مستمد من مخطوطات النص الأصلي لأوروسيوس باللاتينية. لكن هذا الأمر معلق هو الآخر، لأن جميع ما هو موجود في العالم من هذه المخطوطات قد غرف وفح نحن إذن امام معضلة لا حل لها.
ثم لم يقتصر الحشو على صلب الكتاب، بل امتد ايضا الى المقدمة الجغرافية التي صدر بها اوروسيوس كتابه، ففيها في الترجمة العربية تفاصيل وزيادات تتعلق باوربا لا نجدها في اصل اوروميوس، ومنها ما لم نجده حتى في جغرافية اسطرابون 5)، مما يدل على ان ها هنا مصادر اخرى بالنسبة الى هذه المقدمة الجغرافية استمدت منها مواضع حشو في الترجمة العربية ، ولم نجدها حتى الآن في كل كتب الجغرافية العربية التي تناولت اوربا.
هذا وقد صححنا جميع اسماء الأ علام- وجلها وردت محرفة ورسمناها بحسب رسمها في اللاتينية واليونانية والعيرية . وزودناها بتعليقات موجزة لمزيد من تحديدها.
وبهذه النشرة نكون قد نشرنا الترجمة العربية الوحيدة الني تقمت لكتاب لاتيني في العصر الزاهر للحضارة العربية، وقد بينا في الفصل السابق ماذا آفاد منه
مخ ۵۱