============================================================
سنة 337 ه- (أوسنة 336 ه كما ذكر ابن خلدون في تاريخه، والثانية في صيف سنة 338 ه، فليس من المعقول اطلاقا ان يتولى ترجمة كتاب آوروسيوس سيخ قد جاوز الثانية والتسعين ، هو فوق ذلك قد فقد ذاكرته قبل وفاته بعدة سنوات كما نص ابن الفرضي في ترجمته المذكورة (برقم 1070)، اي قبل وصول الكتساب الى الاندلس من بيزنطية في سنة 336 أو 337 على أبكر تقديرا ومن هنا نجد ليفى دلا فيدا يضع افتراضا ينقض به في الوقت نفسه كل ما قاله قبل ذلك، فيفترض أن قاسما لا بد ان يكون قد قام بهذا العمل آيام ان كان مؤدبا للحكم ، أي قبل سنة 337ه بسنوات طويلة! لكنه ينسى بهذا ان كتاب آوروسيوس لم يكن قد وصل الى الاندلس بعد، وبهذا ينقض كلامه بنفسها هذا نرى انه إذا كان قد اشترك في الترجمة مع قاضي النصارى بقرطبة شخص باسم قاسم بن أصبغ . فلا بد ان يكون تالث هؤلاء الثلاثة المشتركين في نفس الاسم وهو قاسم بن محمد بن قاسم بن اصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني من أهل قرطبة وكان - كما قال ابن الفرضي (تحت رقم 1079) أديبا، حسن الخلق، حليما. استقضاه الحكم آمير المؤمنين على كورة تدمير" (ابن الفرضي ص 411، القاهرة سنة 1954) وقد توفي "يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس لليلة بقيت من شهر ربيع الاول سنة ثمان وثانين وثلشائة" (الموضع نفسه) .
لكن المشكلة لم تحل بهذا . إذ لم يذكر اي مصدر من مصادرنا عن هؤلاء الثلاثة المشتركين في اسم : قاسم بن أصبغ ان ايا منهم اشتغل بالترجمة ، بل هم جميعا فقهاء ومحدثون ، ولم يشارك واحد منهم في علوم الاوائل ، ولم يذكر ان آى واحد منهم كان يعرف اللغة اللاتينية، إذ ابن خلدون ينص على ان قاسم بن أصبغ هذا وقاضي النصارى "كانا يترجمان لمخلفاء الاسلام بقرطبة" ، آي ان آعماله الرييسية القيام بمهمة الترجمة لخلفاء الاسلام بقرطبة. ومن يكون نشاطه هو القيام بالترجمة لخلفاء الاسلام بقرطبة لا بد انه كان يعرف اللغة التي يترجم منها. آما ما يفترضه ليفي دلا فيدا من ان يتولى أحد المترجمين النقل إلى العربية الدارجة، ويتولى الآخسر صياغتها صياغة عربية فصيحة، ولا يحتاج هذا الثاني إذن إلى معرفة باللغة المنقول
مخ ۱۵