============================================================
بالمعروف منه بالمشرق وبالاندلس الى آيام الناصر عبد الرحمن بن محمد، وهو يوميذ صاحب الاندلس. فكاتبه آرمانيوس الملك، ملك القسطنطينية، في سنة سبع وثلاتين وثلشمائة، وهاداه بهدايا لها قدر عظيم. فكان في جملة هديته كتاب ديسقوريدس مصور الحشائش بالتصوير الرومي العجيب. وكان الكتاب مكتوبا بالاغريقي، الذي هو اليوناني. وبعث معه كتاب هروشيوش، صاحب القصص، وهو تاريخ للروم عجيب، فيه آخبار الدهور وقعسص الملوك الاول ، وفواند عظيمة. وكتب آرمانيوس في كتابه الى الناصران كتاب ديسقوريدس لا تجتني فايدته الا برجل يحسن العبارة باللسان اليوناني ، ويعرف اشخاص تلك الأدوية. فان كان في بلدك من يحسن ذلك، فزت أيها الملك بفائدة الكتاب. وأما كتاب هروسيس فعندك في يلدك من اللطينيين من يقرأه باللسان اللطيني، وإن كشفتهم عنه تقلوه لك من اللطيني الى اللسان العربي (11".
ومن هذا النص استخلص حاجى خليفة (ح2 ص 1471 من طبع تركيا تحت عنوان: كتاب هروسيس) ما كتبه فقال: "كتاب هروسيس، صاحب الفصص، وهو تاريخ ملوك الروم ، وقصص المبعوث اليهم من الانبياء ، وكان باللسان الليطيني" وقد زاد في هذا الخبر قوله : "قصص المبعوث اليهم من الانبياء". لكنه لم يضف شئا اكثر من ذلك . وهذا يدل على انه لم ير الكتاب، وإنما نقل ما نقله عن ابن جلجل، آو عن ابن أبي أصيبعة.
لكن لم يذكر ابن جلجل - ولا من نقلوا عنه - اسم من قام بترجمة كتاب أوروسيوس. والمصدر الوحيد الذي ذكر لنسا من ترجمه هو ابن خلدون حين قال هر وشيوش، مؤرخ الروم، في كتابه الذي ترجمه للحكم المستنصر من بني أمية، قاضي التصارى وترجمانهم بقرطبة ، وقاسم بن أصبغ" ( = ص 169 طبع بيروت سنة 1966). ثم جاء ابن خلدون في موضع اخر فزاد خبره هذا غموضا ولبسا فقال : "وخبر هروشيوش مقدم ، لأن واضعيه مسلمان كانا يترجمان لمخلفاء الاسلام بقرطبة ، وهما معروفان ووضعا الكتاب" (ح4 ص 402) .
(1) ابن ابي اصيبعة : عيون الانباء في طبقات الأطباء" ص 494 ، بيروت سنة 1160 . وكان كد تبه ال هذا النص ونشره سلفستر دي ساسى
مخ ۱۳