السراج، وقد توفي أبو القاسم هذا، في ذي الحجة سنة ثلاث مئة وأربع وأربعين وهو البطن الرابع من حمويه الدهقان الطهماني «1» .
وكانت هناك قناة قديمة، قام حمويه بعمارتها، وأجرى فيها الماء، ولذلك قيل لها «كهنه آب» «2» .
وعندما حل هارون الرشيد ضيفا لديه، سأله: كم تستطيع أن تستضيفني في أيام القحط هذه؟
قال حمويه: إن كانت هناك عدالة، فإلى ما تشاء.
قال: أي عدالة تريد؟
قال: أن لا يتعرض للمزروعات والمحاصيل، وأن تأمر الشحنة وأعوانه أن لا يسرفوا في القش والحطب، لأن كلا الإتلاف والإسراف مضر بالمنافع:
ومن يجد الطريق إلى المعالي ... فلا يذر المطي بلا سنام «3»
وقد جعل هارون الرشيد حاجاته وطلباته ومقاصده، مقرونة بالنجح والإجابة والإسعاف؛ وقد أقام أربعة أشهر، بسبب المرض الذي حل به.
وعندما أراد هارون الرشيد التوجه إلى طوس، قال لوزيره الفضل بن الربيع، لقد كان لهذا الدهقان يد بيضاء في تشييد معالم الضيافة، ولم يترك شيئا من أعمال المروءة، لذا فقد أصبح لزاما علينا أن نكافئه، وأن نصونه من العجب، وأن لا نضيع
مخ ۱۴۸