السيف أنمى عددا، وأكثر ولدا» «1» ، فقد قدر الخالق في هذه الدنيا، أن يتصل كل أول بآخر، وكل عمران بالخراب، وأن يمر قلم الفناء والزوال على ناصية كل نظام في العالم [46] .
* إن كنت ذكيا فاكشف السر ... وتحدث عن المخفي من أحوال العالم
فلطالما مر الزمان مسرعا ... على الملك والجيش، والجبل والسهل
وطالما تحول ذوو التيجان ترابا ... وأصبح العالم خاليا منهم ومن آثارهم
وفي أي مكان وضعت قدمك ... فإن تحتها ملكا مدفونا
وكان أهل هذه القلعة الواقعة في وسط القصبة، المسماة سبيد دز «2» ، يجصصونها من الخارج في كل عام بالكلس الأبيض، ولم يبق في القصبة خلق أكثر من أولئك الذين اتخذوا من القلعة القديمة ومن هذه القلعة مسكنا:
خابوا جميعا بعد ما غنموا ... قلوا زمانا بعد ما كثروا
غابوا فما أبقوا لنا أثرا ... ماتوا وعنهم ما لنا خبر
****
تعلم نظام هذا الفلك ... حيث لم يكتب الخلود لأحد
تصعد به إلى العيوق ليقع ... وتحافظ عليه بمائة حيلة كي ينكسر
وكان يحيى بن زيد بن زين العابدين علي بن الإمام الشهيد المظلوم الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه (عليهم) السلام، بعد مقتل أبيه زيد، قد فر من
مخ ۱۴۶