د تاریخ ادب عربي ژبې

محمد دياب d. 1339 AH
58

د تاریخ ادب عربي ژبې

تاريخ آداب اللغة العربية

ژانرونه

وأقول: ما استحسنه البعض وما رآه ابن خلدون أولا لا يسري حكمه على الألفاظ المعربة المدونة في كتب اللغة، وثانيا إذا اتبعناه في غير هذه الألفاظ وبالقياس عليه وضعنا أوضاعا جديدة كتابية لتشخيص نطق الألفاظ الإفرنجية الدخيلة في لسان تخاطبنا الآن - وهي كثيرة جدا ربما لا يسعها سفر ضخم - تكلمنا بلسان غيرنا، ونحونا بلهجتنا إلى منحى صعب غير مألوف لألسنتنا، وربما تعذر أداؤه مع حركات النطق الأجنبية الغريبة عن حركاتنا، فالأحسن طريقة السلف، وهي إذا مست الحاجة إلى دخول لفظ أجنبي في لغتنا يجب وضعه في القالب العربي والنطق به على حسبه، وبهذا يكون من عداد الألفاظ العربية. قال صاحب «الصحاح»: تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها، وبالمثل نرى الإفرنج إذا أخذوا لفظا من لغتنا فيه حاء أو خاء أو صاد أو ضاد أو طاء أو ظاء أو عين أو غين أو قاف حروف ليست في لغاتهم حولوا هذه الحروف إلى ما يقرب منها، ويا ليتهم اقتصروا على ذلك! بل حرفوا الكلمات العربية جوهرها وعرضها؛ فالفرنسيس قالوا في صلاح الدين سلدن

SALADIN

وفي ابن سينا أڤسين

AVICENNE ، وفي ابن رشد أڤروويس

AVFRROES ، وفي رشيد روزيت

ROSETTE ، كلمات صارت في عداد كلماتهم مدونة في معجماتهم. ومع هذا إذا كان الغرض مجرد بيان النطق الأجنبي والمقام مقام توقيف فلا بأس بما استحسنه البعض، ويوضع نقطة تحت الكاف لينطق بها جيما، وفوقها لينطق بها نونا، ووضع ثلاث نقط فوق الفاء لينطق بها كحرف متوسط بين الباء الفارسية والفاء العربية، ووضع ألف صغيرة فوق الحرف وياء بعده إذا أريد إمالته، ووضع ضمة وفتحة فوق الحرف إذا أريد نطقه بحركة متوسطة بين الضمة والفتحة ونحو ذلك، كما ترى بعض هذا في أمثلة صلاح الدين وابن سينا وابن رشد ورشيد السابقة، فتدبر.

الفصل الرابع

في علوم الخط

قد صنفوا علوما مختلفة في الخط، منها ما يتعلق بأدواته من القلم والدواة والمداد والكاغد. ونظم «ابن البواب» في أدوات الكتابة قصيدة رائية، ولياقوت رسالة فيها أيضا. قال عبد الحميد الكاتب المشهور لمسلم بن قتيبة، وقد رآه يكتب خطا رديئا: «إن كنت تحب أن تجود خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وجوف قطتك وأيمنها.» قال مسلم: ففعلت ذلك فجاد خطي. ومنها ما يتعلق بقوانين الكتابة؛ أي في كيفية نقش صور الحروف. ولمحمد أفندي مؤنس المصري رسالة في ذلك سماها: «الميزان المألوف». ومنها ما يتعلق بتحسين الكتابة، ويرجع ذلك إلى حسن تشكيل الحروف، وإلى حسن وضع الكلمات. ومنها ما يتعلق بالإملاء، وللشيخ نصر الهوريني كتاب جليل في هذا الموضوع سماه: «المطالع النصيرية»، وقد تمت تأليفا وطبعا سنة 1275 للهجرة.

وأعيد طبعها بالمطبعة الأميرية سنة 1302. وللشيخ مصطفى السفطي المؤدب بالمدارس المصرية رسالة مفيدة في هذا الموضوع اسمها: «عنوان النجابة في قواعد الكتابة»، وللفاضل السيد محمد الببلاوي وكيل المكتبة الخديوية منظومة لطيفة في قواعد الرسم، فرغ من تأليفها سنة 1306، وهي مطبوعة في مجموع المتون. ومنها ما يتعلق بخط المصحف، فإن فيه أشياء جاءت مخالفة للقياس فتحفظ عن السلف ولا يقاس عليها. ومثل خط المصحف في عدم القياس عليه خط العروضيين؛ فإنهم يكتبون في تقطيع الشعر ما يلفظونه تماما، فيكتبون التنوين نونا، والحرف المشدد بحرفين، ويحذفون «ال» الشمسية ونحو ذلك. قال ابن درستويه: «خطان لا يقاس عليهما: خط المصحف ؛ لأنه سنة، وخط العروض؛ لأنه يكتب فيه ما أثبته اللفظ ويسقط عنه ما أسقطه.»

ناپیژندل شوی مخ