كان قصارى أمره
أن انتهى إلى بكم
وألف «تكملة الصحاح»، وهي أكبر منه حجما، ثم جمع بينهما في كتاب واحد سماه «مجمع البحرين»، وترتيبه في ذلك كترتيب «الصحاح». (10) كتاب «لسان العرب» لابن منظور
أعظم كتاب ألف في اللغة هو كتاب «لسان العرب» للإمام جمال الدين بن منظور الأنصاري الخزرجي الأفريقي، نزيل مصر، المولود في سنة 690، وهو كتاب شهرته تغني عن البيان، جمع فيه مؤلفه كثيرا من كتب اللغة ك «الصحاح» و«التهذيب» و«المحكم» و«الجمهرة» و«النهاية»، فهو يغني عن جلها إن لم نقل عن كلها، فيه ثمانون ألف مادة مرتبة ترتيب مواد «الصحاح»، لا يقتصر فيه على إفادة اللغة بل يبين من فنون الأدب وتفسير الآي وشرح الأحاديث والأمثال والأشعار ما يأتي في عرض الكلام ويمس إليه البيان، وهذا كثير يفوق الحصر.
وقد طبع هذا الكتاب في عشرين جزءا في مطبعة بولاق الأميرية سنة 1300 بعد الهجرة، ولولا طبعه ما كثر تداوله بل كان كنزا مدفونا ودرا مكنونا. وتوفي ابن منظور سنة 771، وقيل إنه ولد سنة 630 وتوفي سنة 711، وعلى القول الأول يكون ابن منظور معاصرا للفيروزآبادي صاحب «القاموس» المولود سنة 729، وعلى الثاني تكون وفاة ذاك قبل ولادة هذا. (11) «المصباح» للفيومي
على نسق كتاب «النهاية» في ترتيب الكلم اللغوية، جرى الإمام أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، المتوفى سنة 770 في ترتيب كتابه المسمى ب «المصباح المنير في غريب الشرح الكبير»، وهو مختصر كتاب له مطول كان جمعه في غريب «شرح الوجيز» للإمام الرافعي، وقال في آخر المصباح إنه جمع أصله من نحو سبعين مصنفا، وعد منها كثيرا، وأنه فرغ من تأليفه سنة 734، وقد طبع «المصباح» في مطبعة بولاق الأميرية سنة 1281 وطبع في غيرها. (12) «القاموس» للفيروزآبادي
ومن كتب اللغة المشهور كتاب «القاموس المحيط» للإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي
1
المولود بكارزين سنة 729، وقد اشتهر هذا الكتاب وتداولته الأيدي أكثر من غيره حتى الآن، وترتيبه على نسق ترتيب «الصحاح»، من اعتبار أواخر الكلمات مجردة للأبواب، وأوائلها للفصول، كما قيل:
إذا رمت في القاموس كشفا للفظة
ناپیژندل شوی مخ