تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
خپرندوی
دار المشرق
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
وقد اشتهر في هذا الطور الثاني غير الذين ذكرناهم من أدباء المسلمين لا سيما في العراق وحلب إلا إن أخبارهم قليلة متضعضعة ولعل بعض القراء يرشدونا إليها فيحيوا ذكر أولئك الأفاضل الذين درست آثارهم مع قرب عهدنا منّا.
مشاهير النصارى في هذا الطور
أما أدباء النصارى الذين عرفوا في تلك المدة بخدمة الآداب العربية فها نحن نذكر من اتصلت به معرفتنا القاصرة مع الرجاء بأن يزيدنا أهل الفضل فيهم علّما ويسدوا ما يجدون من الخلل.
استحق الذكر بآدابه وشعره في الطور الذي نحن في صدده نصر الله الطربلسي وهو ابن فتح الله بن بسارة الطرابلسي ولد في حلب سنة ١٧٧٠ وكان من أسرة كريمة من طائفة الروم الكاثوليك. ولما انتقل أبوه إلى طرابلس عرف بالطرابلسي وكان عريقًا في الدين تحمل في سبيل إيمانه محنًا عديدة فنشأ ابنه على مثاله تقيًا ورعًا وكان مع ذلك متوقد الذهن محبًا للعلوم ودرس اللغات فتعلم منها التركية والفرنسوية وكان مبرزًا في الآداب العربية مطلعًا على فنونها يحسن فيها الكتابة وينظم الشعر الحسن. وقد أبقى من نظمه مآثر عديدة أكثرها متفرق لو جمعت حصل منها ديوان كامل. وسكن نصر الله الشهباء زمنًا طويلًا ومدح وجوه أهلها مسلمين ونصارى لا سيما نقيبها محمد الجابري وقد أثبت المشرق (٣ (١٩٠٠):٤٠٠) قصيدته فيه ومدح كذلك الشيخ هاشم أفندي الكلاسي فقال يخاطبه:
لما سمعتُ مسلسَلًا عن سادة ... إن الفصاحة كلها في هاشمِ
يمَّمتُ ناديهُ وألقيت العصا ... ورجوتُ يقبلني ولو كالخادمِ
إن جاد لي بالارتضاء فبفضلهِ ... أو لم يُجدْ فلسوء حظ الناظمِ
فأجابه الشيخ جوابًا لطيفًا فكتب إليه:
نسيمُ لطفك صابني بألوكةٍ ... صيبَ المحبّ إلى محبّ قادمِ
فبمثله أهلًا وسهلًا مرحبًا ... بمسامرٍ ومنادمٍ لا خادمٍ
وكذلك كان الطرابلسي يتردد على عبد الله الدلاّل ويجتمع عنده بأدباء زمانه
1 / 56