تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
خپرندوی
دار المشرق
شمېره چاپونه
الثالثة
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
فالسلمُ أوفى واقيًا ... ولثروة البلدانِ أوفَرْ
والعدلُ إن عمَّ المما ... لكَ شاد علياها وَعَّمْر
والباقياتُ الصالحا ... تُ على مرور الدهر تُذكرْ
ومن طيب نثره ما روي له هناك من جواب إلى صديق: (كتبت أعزك الله وقد وصلني طرسك الذي فاق الدر النضيد ببهجته، وأزرى على رخيم التغريد بلهجته، وإني لأحق بابتدائك بما ابتدأتني به من الصلة تفضلا، ولكن قدر لك علي السبق وإن تكن في كل شيء أولا، فلساني عاطر بشكرك، وقلبي عامر بذكرك، غبت أو حضرت سرت أو أقمت. فو الله لم أذكر أيام اللقاء ولذتها إلا وطارت نفسي شعاعا، ولا تخيلت ساعات الوداع وكربتها إلا وزدني الشوق التياعا،.. فإن تأملت قصر مدة ألفتنا هاج بي الشوق آلاما، وإن تذكرت حميم صحبتنا زادني التذكار هياما، وإذا فكرت في فرقتنا قلت ما كان اللقاء إلا مناما) .
سليم بك تقل
وكأن تلك السنة ١٨٩٢ كانت مشئومة على الآداب العربية فتوفي في أواسط تموز رجل لبناني نبغ في تحرير الجرائد خصوصًا نريد به سليم بك تقلا. ولد المذكور سنة ١٨٤٩ في كفر شيما من قرى سواحل بيروت وكان روميًا ملكيًا كاثوليكيًا فاستنشق منذ نعومة أظفاره ريح الآداب التي نم شذاها في مسقط رأسه من الحديقة اليازجية. فدرس في صغره في مكتب قريته ثم دخل مدرسة أعبية الأمريكانية لكن حوادث السنة ١٨٦٠ المشئومة اضطرته إلى أن ينزل إلى بيروت فأكمل دروسه في المدرسة الوطنية على المعلم بطرس البستاني وابنه سليم. وكان في كل تقلباته مثالا لأقرانه يسبقهم بذكائه ورغبته في إحراز العلوم. ولما أنشئت سنة ١٨٦٥ المدرسة البطريركية في بيروت انتدبه أصحابها إلى تدريس العربية فيها فكان رصيفا للشيخ ناصيف اليازجي فيلقى عليه مشاكله اللغوية حتى رسخت قدمه في العلوم اللسانية وأمكنه وضع كتاب مدرسي في الصرف والنحو دعاه مدخل الطلاب. فاتخذته المدرسة دستورًا للتعليم وزادت ثقة الرؤساء به فجعلوه رأس أساتذتهم ووكيل أعمالهم. ثم اجتذبته مصر لما رأى في ربوعها من الحرية وفي أمرائها من الأريحية والتنشيط فأمها ورفع إلى خديويها إسماعيل باشا قصيدة رنانة مهدت له سبيل النجاح فنال الامتياز بإنشاء جريدة الأهرام سنة ١٨٧٥ وهي التي لا تزال إلى اليوم إحدى جرائد مصر اليومية الكبرى فتحيا بروح منشئها وقد لعبت في حياته
1 / 275