203

تاریخ ادبیات عربي په نههمه او لومړۍ ربعه پېړۍ کې

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

خپرندوی

دار المشرق

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

وأقبل عليه الأعيان والحكام وقلدوه المناصب الخطيرة كنيابة الأحكام ورئاسة الكتابة. ثم تعين كرئيس لكتاب محكمة بيروت فتعاطى شؤونها نيفًا وثلاثين سنة. وكان أحد أعضاء مجلس المعارف في الثغر فامتاز فيه بسعة آدابه وحسن ذوقه. وقد حرر مدة ثمرات الفنون فأودعها كثيرًا من أثمار آدابه. وكانت وفاته في رجب في سنة ١٣٠٨ (١٨٩١م) . وقد أبلغ تآليفه الأدبية نحو العشرين نشر منها في مطبعتنا الكاثوليكية كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان وكتاب فرائد اللآل في مجمع الأمثال الذي نظم فيها أمثال الميداني وقد أتقن طبعه فجاء كطرفة بين المطبوعات العصرية. وكان الشيخ إبراهيم الأحدب قريحة شعرية غريبة حتى أن مجموع أبيات قصائد يكاد يبلغ ثمانين ألف بيت. فله ثلاثة دواوين ومقامات جارى فيها العلامة الحريري عددها ٨٠ مقالة وألّف عدة تآليف كروايات أدبية ومناظرات ورسائل ومجاميع حكمية ومقالات مسجعة وغير ذلك مما عدده نجلاه الأديبان في مقدمة مجمع الأمثال. ومن شعره ما قاله يمدح الأمير عبد القادر الجزائري:
إني بمدح ابن محبي الدين ذو هممٍ ... غدا نظامي بها في أرفع الدرج
وفي مآثر عبد القادر أطَّردت ... أبياتُ شعري فراقت كلَّ مبتهجِ
غوث الثريل وغيثٌ فيضُ نائلهِ ... من الأناملُ يجري الدرَّ في خلُجِ
شمس أنارت بلاد الشرق فابتهجت ... سورَّية بسناها الفائق البَهَجِ
في الكون آثارهُ كالمك قد نفحت ... إلاّ لمزكومِ طبعٍ عُدَّ في الهمجِ
لله غربُ حسامٍ منهُ قد شُهدت ... في الغربُ آثاره كالصبح في البلجِ
لا زلتَ تهدى لك الأمداح ما طَلعتْ ... شمسٌ بنورك تغنينا عن السُّرجِ
وقال في الرجز ناظمًا بعض أمثال رويت لأبي بكر الصدّيق:
يقرنُ رّبي الوَعْد بالوعيد كي ... يضرْهَبَ عبدٌ راغبٌ في كل متي
ليست مع العزا مصيبةٌ إلا ... تَعزَّ يا سامي بما قد نزلا
الموتُ ممَّا قبلَهُ أشدُّ ... مع أنَّهُ أهونُ ممَّا بَعْدُ
قد ذلَّ قومٌ أَسْندوا أْمرَهم ... لاِمرأةٍ حيث جنَوا ضُرَّهمُ
إنَّ عليك أبدًا عيونًا ... تراك ممن جلَّ فالْزَم دينا

1 / 204