87

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

وملك بلهيت وقد غلب على أهل المملكة هذا الدين وكان له عقل ومعرفة فلما رأى ما عليه مملكته ساءه ذلك وبلغ منه ثم سأل هل بقي رجل على دين البرهمية فدل على رجل له عقل ودين فأرسل إليه فلما أتاه أكرمه ورفع درجته ثم ذكر له ما قد فشا في أهل مملكته فقال أيها الملك أنا أقيم برهانا أضطر به ويعرف به فضل الحازم وموضع تقصير العاجز وأجعلها صورة بين اثنين ليبين فضل الحازم على العاجز والمجتهد على المقصر والمحتاط على المضيع والعالم على الجاهل فوضع الشطرنج وتفسيرها بالفارسية هشت رنج وهشت ثمانية ورنج صفح وصيرها ثمانية في ثمانية فصارت أربعة وستين بيتا وصيرها اثنين وثلاثين كلبا مقسومة بين لونين كل لون ستة عشر كلبا وقسم الستة عشر على ست صور فالشاه صورة والفرز صورة والفيلان صورة والرخان صورة والفرسان صورة والبيادق صورة فاشتق ذلك من زوج الزوج وهو احسن ما يكون من الحساب لأن الأربعة والستين إذا قسمتها كان لها نصف وهو اثنان وثلاثون وهي عدة جميع الكلاب وإذا نصفت الاثنين والثلاثين كان لها نصف وهو ستة عشر وهو ما لكل واحد من الكلاب وإذا نصفت الستة عشر كان لها نصف وهو ثمانية وهي عدة بيادق كل واحد فإذا نصفت الثمانية كان لها نصف وهو أربعة وهو الرخان والفرسان من كل واحد فإذا نصفت الأربعة كان لها نصف وهو اثنان فقد انقسمت أزواجا ولم يبق في القسم بعد الأزواج إلا الواحد الذي يقسمها كلها آحادا وهو ليس بعدد ولا معدود ولا زوج ولا فرد لأن أول أعداد الفرد ثلاثة

ثم قال الحكيم ليس شيء أجل من الحرب لأنه يبين فيها فضل التدبير وفضل الرأي وفضل الحزم وفضل الاحتياط وفضل التعبية وفضل المكيدة وفضل الإحتراس وفضل النجدة وفضل البأس وفضل القوة وفضل الجلد وفضل الشجاعة فمن عدم منه شيء من هذا عرف موضع تقصيره لأن خطأها لا يستقال والعجز فيها متلف للمهج والجهل مبيح للحمى وترك الحزم ذهاب الملك وضعف الرأي جلب للعطب والتقصير سبب للهزيمة وقلة العلم بالتعبية داعية الانكشاف وقلة المعرفة بالمكيدة تهور إلى الهلكة وترك الاحتراس نهزة للعدو وجعلها على مثال الحرب فإن أصاب ظفر وان أخطأ هلك

مخ ۹۱