246

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

فبينا عبد المطلب في بعض الطريق إذ فني ماؤه وماء أصحابه فاستسقى القيسيين من فضل مائهم فأبوا أن يسقوهم وقالوا أنتم الذين تخاصموننا وتنازعوننا في مائنا والله لا نسقيكم فقال عبد المطلب أيهلك عشرة من قريش وأنا حي لأطلبن لهم الماء حتى ينقطع خيط عنقي وأبلي عذرا فركب راحلته واخذ الفلاة فبين هو فيها إذ بركت راحلته وبصر به القوم فقالوا هلك عبد المطلب فقال القرشيون كلا والله لهو اكرم على الله من أن يهلك وإنما مضى لصلة الرحم فانتهوا إليه وراحلته تفحص بكركرتها على ماء عذب روى قد ساح على ظهر الأرض فلما رأى القيسيون ذلك اهرقوا اسقيتهم واقبلوا نحوهم ليأخذوا من الماء فقال القرشيون كلا والله الستم الذين منعتمونا فضل مائكم فقال عبد المطلب خلوا القوم فان الماء لا يمنع فقالوا القيسيون هذا رجل شريف سيد وقد خشينا أن يقضى له علينا فلما وصلوا إلى سطيح قالوا إنا قد خبأنا لك خبأ وأخذ إنسان منهم تمرة في يده فقال فأخبرنا ما هو فقال خبأتم لي ما طال فسمك ثم اينع فما هلك ألق التمرة من يدك فقالوا قاتله الله اخبئوا له خبأ هو أخفى منه فأخذ إنسان جرادة فقالوا له إنا قد خبأنا لك خبأ فاخبرنا ما هو قال خبأته لي ما رجله كالمنشار وعينه كالدينار قالوا أي قال ما طار فسطع ثم قبض فوقع فترك الصيد انفع قالوا ما له قاتله الله اخبئوا له خبأ هو أخفى من هذا فأخذوا رأس جرادة فجعلوه في خرز مزادة ثم علقوه في عنق كلب لهم يقال له سوار ثم ضربوه حتى ذهب ثم رجع على الطريق فقالوا قد خبأنا لك خبأ فاخبرنا ما هو قال خبأتم لي رأس جرادة في خرز مزاده بين عنق سوار والقلادة قالوا اقض بيننا قال قد قضيت اختصمتم أنتم وعبد المطلب في ماء بالطائف يقال له ذو الهرم فالماء ماء عبد المطلب ولا حق لكم فيه فأدوا إلى عبد المطلب مائة من الإبل والى سطيح عشرين ففعلوا

وانطلق عبد المطلب ينحر ويطعم حتى دخل مكة فنادى مناديه يا معشر أهل مكة إن عبد المطلب يسألكم بالرحم لما قام كل رجل منكم حدثته نفسه أن يغنيني عن هذا الغرم فأخذ مثل ما حدثته نفسه فقاموا واخذوا من بعير واثنين وثلاثة على قدر ما حديث كل امرىء منهم نفسه وفضلت بعد ذلك جزائر فقال عبد المطلب لابنه أبي طالب أي بني قد أطعمت الناس فانطلق بهذه الجزائر فانحرها على أبي قبيس حتى يأكلها الطير والسباع ففعل أبو طالب ذلك فأصابها الطير والسباع قال أبو طالب

( ونطعم حتى يأكل الطير فضلنا

إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد )

مخ ۲۵۰