کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
قال محمد بن الحسن لما تكامل لعبد المطلب مجده وأقرت له قريش بالفضل رأى وهو نائم في الحجر أتيا أتاه فقال له قم يا أبا البطحاء واحفر زمزم حفيرة الشيخ الأعظم فاستيقظ فقال اللهم بين لي في المنام مرة أخرى فراه يقول قم فاحفر برة قال وما برة قال مضنة ضن بها على العالمين وأعطيتها ثم رأى قائلا يقول له قم يا أبا الحارث فاحفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروي الحج الأعظم ثم رأى ثالثة قم فاحفر قال وما احفر قال احفر بين الفرث والدم عند مبحث الغراب الأعصم وقرية النمل فإذا أبصرت الماء فقل هلم إلى الماء الروا أعطيته على رغم العدا فلما استيقن عبد المطلب انه قد صدق جلس عند البيت مفكرا في أمره وذبحت بقرة بالحزورة فأفلتت وأقبلت تسعى حتى طرحت نفسها موضع زمزم فسلخت هناك وقسم لحمها وبقي الفرث والدم فقال عبد المطلب الله اكبر ثم سعى لينظر فإذا قرية نمل مجتمع في الأرض فانطلق فأتى بمعول وابنه الحارث وحيده فاجتمعت إليه قريش فقالوا ما هذه قال امرني ربي أن احفر ما يروي الحجيج الأعظم فقالوا له أمر ربك بالجهل لم لا تحفر في مسجدنا قال بذلك امرني ربي فلم يحفر إلا قليلا حتى بدا الطي فكبر واجتمعت قريش فعلمت لمى رأت الطي انه قد صدق وليس له من الولد يومئذ إلا الحارث فلما رأى وحدته قال اللهم أن لك علي نذرا إن وهبت لي عشرة ذكورا أن انحر لك أحدهم وحفر حتى وجد سيوفا وسلاحا وغزالا من ذهب مقرطا مجزعا ذهبا وفضة فلما رأت قريش ذلك قالوا يا أبا الحارث . . . . . . من فوق الأرض ومن تحتها فاعطنا هذا المال الذي أعطاك الله فإنها بئر أبينا إسماعيل فأشركنا معك فقال إني لم أؤمر بالمال إنما أمرت بالماء فأمهلوني فلم يزل يحفر حتى بدا الماء فكثر ثم قال بحرها لا تنزف وبني عليها حوضا وملأه ماء ونادى هلم إلى الماء الروا أعطيته على رغم العدا وكانت قريش تفسد ذلك الحوض وتكسره فرأى في المنام أن قم فقل اللهم أني لا احله لمغتسل ولكن لشارب حل فقام عبد المطلب فقال ذلك فلم يكن يفسد ذلك الحوض أحد إلا رمي بداء من ساعته فتركوه
ولما استقام له الماء دعا ستة قداح فجعل لله قدحين أسودين وجعل للكعبة قدحين أبيضين وجعل لقريش قدحين أحمرين ثم أخذها بيده واستقبل الكعبة ثم افاض وهو يقول
( يا رب أنت الأحد الفرد الصمد
إن شئت ألهمت الصواب والرشد )
( وزدت في المال أكثرت الولد
أني مولاك على رغم معد )
ثم ضرب فخرج الأسودان لله فقال قال ربكم هو مالي ثم افاض وهو يقول
( لهم أنت الملك المحمود
وأنت ربي المبدىء المعيد )
( من عندك الطارف والتليد
أن شئت الهمت بما تريد )
فخرج الأبيضان للكعبة فقال اخبرني ربي أن المال كله له فحلى به الكعبة وجعله صفائح على باب الكعبة وكان أول من حلى الكعبة
مخ ۲۴۷