156

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

وفي أيام سابور بن اردشير ظهر ماني بن حماد الزنديق فدعا سابور إلى الثنوية وعاب مذهبه فمال سابور إليه وقال ماني أن مدبر العالم اثنان وهما شيئان قديمان نور وظلمة خالقان فخالق خير وخالق شر فالظلمة والنور كل واحد منهما في نفسه اسم لخمسة معان اللون والطعم والرائحة والمجسة والصوت وانهما سميعان بصيران عالمان وانه ما كان من خير ومنفعة فهو من قبل النور وما كان من ضرر وبلاء فهو من قبل الظلمة وانهما كانا غير ممتزجين ثم امتزجا والدليل على ذلك انه لم تكن صورة ثم حدثت وان الظلمة هي بدأت للنور بالممازجة وانهما كانا متماسين على مثال الظل والشمس والدليل على ذلك استحالة كون شيء لا من شيء الدليل على أن الظلمة بدأت للنور بالممازجة انه لما كانت مخالطة الظلام للنور مفسدة له كان محالا أن يكون النور بدأها لان النور من شانه الخير والدليل على انهما أثنان قديما خير وشر انه لما وجدت المادة الواحدة لا يكون منها فعلان مختلفان مثل النار الحارة المحرقة منها التبريد والذي يكون منه التبريد لا يكون منه التسخين فذلك الذي يكون منه الخير لا يكون منه الشر والذي يكون منه الشر لا يكون منه الخير

والدليل على انهما حيان فاعلان أن الخير تثبت له فعلا والشر تثبت له فعلا

فأجابه سابور إلى هذه المقالة واخذ بها أهل مملكته فعظم ذلك عليهم فاجتمع حكماء أهل مملكته ليصدوه عن ذلك فلم يفعل

ووضع ماني كتبا يثبت بها الاثنين ومما وضع كتابه الذي يسميه كنز الأحياء يصف ما في النفس من الخلاص النوري والفساد الظلمي وينسب الأفعال الردية إلى الظلمة

وكتاب يسميه الشابرقان يصف فيه النفس الخالصة والمختلطة بالشياطين والعلل ويجعل الفلك مسطوحا ويقول أن العلم على جبل مائل يدور عليه الفلك العلوي

وكتاب يسميه كتاب الهدى والتدبير واثنا عشر انجيلا يسمى كل إنجيل منها بحرف من الحروف ويذكر الصلاة وما ينبغي أن يستعمل لخلاص الروح

مخ ۱۶۰