140

کتاب التاریخ

كتاب التأريخ

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

ثم صار إلى ارض الهند فزحف إليه فور ملك الهند فحاربه حتى قتله ثم صير الإسكندر على الهند ملكا من قبله من أهل الهند يقال له كيهن وانصرف فشرق وغرب ثم رجع إلى ارض بابل بعد أن دوخ الأرض

فلما صار في أدانى العراق مما يلي الجزيرة اعتل فاشتدت علته فلما يئس من نفسه وعلم أن الموت قد نزل به كتب إلى أمه كتابا يعزيها عن نفسه وقال في آخره اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه من نساء أهل المملكة ولا يأكل من طعامك من أصيب بمصيبة قط فعلمت طعاما وجمعت الناس ثم أمرتهم ألا يأكل من أصيب بمصيبة قط فلم يأكل أحد فعملت ما أراد

ومات الإسكندر بموضعه الذي كاتب منه فاجتمع أصحابه فكفنوه وحنطوه وصيروه في تابوت من ذهب ثم وقف عليه عظيم من الفلاسفة فقال هذا يوم عظيم كشف الملك عنه واقبل من شره ما كان مدبرا وأدبر من خيره ما كان مقبلا فمن كان باكيا على ملك فعلى هذا الملك فليبك ومن كان متعجبا من حادث فمن مثل هذا الحادث فليتعجب

ثم اقبل على من حضره من الفلاسفة فقال يا معاشر الحكماء ليقل كل امرئ منكم قولا يكون للخاصة معزيا وللعامة واعظا فقام كل واحد من تلامذة ارسطاطاليس فضرب بيده على التابوت ثم قال أيها المنطيق ما أخرسك أيها العزيز ما أذلك أيها القانص أني وقعت موضع الصيد في الشرك من هذا الذي ينقصك

ثم قام آخر فقال هذا القوي الذي اصبح اليوم ضعيفا والعزيز الذي اصبح اليوم ذليلا

وقام آخر فقال قد كانت سيوفك لا تجف وبقماتك لا تؤمن وكانت مدائنك لا ترام وكانت عطاياك لا تبرح وكان ضياؤك لا يكسف فاصبح ضوءك قد خمد ونقامتك لا تخشى وأصبحت عطاياك لا ترجى وأصبحت سيوفك لا تنتضى وأصبحت مدائنك لا تمنع

مخ ۱۴۴