کتاب التاریخ
كتاب التأريخ
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
ومنهم نيقوماخس الحكيم الفيثاغوري وهو الذي يسمى القاهر عند المفاضلة وهو أبو ارسطاطاليس وله كتاب الارثماطيقي الذي قصد فيه لإبانة الأعداد وذكر ما تقدمت به الفلاسفة فقال نيقوماخس أن القدماء الأولين الذين اظهروا العلم ونفذو فيه وكان أولهم فيثاغورس حدوا بأن قالوا أن الفلسفة معناها الحكمة وان اسمها مشتق منها فقالوا الحكمة حقيقة العلم بالاشياء الدائمة وافتن في صدر الكتاب في ذكر الحكمة وفضلها وما قالته الحكماء في فضيلة العلم ثم افتتح كتابه فقال
إن جميع ما في الدنيا من الأشياء المحكم في الطبيعة تقديرها انما هو بالعدد وقد يحقق القياس قولنا إن العدد بمنزلة المثال الذي يحتذى عليه وهو كله بكماله معقول وهذه الأشياء التي تلحقها كلمة الكمية وهي أشياء مختلفة فمن اضطرار أن يكون هذا العدد اللازم بهذه الأشياء مؤلفا مقدرا على حدته لا من اجل غيره فان كل مؤلف إنما هو من أشياء مختلفة لا محالة ومن أشياء موجودة فان التي ليست بموجودة لا يقدر على تأليفها وما كان منها موجودا إلا أنها غير متشاكلة يمكن تأليفها والأشياء المؤتلفة إنما تألفت من أشياء موجودة مختلفة متشاكلة لأنه إن لم يكن مختلفا فهو واحد لا يحتاج إلى ائتلاف فان لم يكن متشاكلا فليس بمتجانس وان ليس متجانسا فإنما هو متضاد لا يقع به ائتلاف
والعدد هو من هذه الأشياء فإن فيه نوعين مختلفين متشاكلين متجانسين وهو الزوج والفرد فان ائتلافهما على حسب اختلاهما يعد تألفامشتب كالا انقضاء له
فالقول الأول من الارثماطيقي في أبواب أحدها حدود العدد وهو ينقسم قسمين يقال لأحدهما الفرد والآخر الزوج فالفرد ينقسم ثلاثة أقسام منه أول غير مركب وهو الذي لا يعده عدد مثل سبعه واحد عشر
ومنه ثان مركب وهو الذي له عدد مثل تسعه وخمسة عشر
ومنه ثالث مركب بطبعه وعند الاضافة إلى مركب آخر أول وهما اللذان لكل واحد منهما عدد يعده وليس لهما عند المقايسة عدد مشترك مثل تسعة إلى خمسة وعشرين
والزوج ينقسم ثلاثة أقسام منه زوج الزوج وهو المنقسم أزواجا إلى الوحدانية مثل أربعة وستين
مخ ۱۲۴