وظلت سياسة الأمويين كما هي في عهد الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان تجاه أهل اليبت(ع) حتى تولى عمر بن عبد العزيز الحكم فأبطل سنتهم السيئة بلعن علي(ع) على المنابر واستبدل ذلك بقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} ودان بالعدل والتوحيد مخالفا أهل بيته الذين سنوا بدعة الجبر والقدر، ورد أرض فدك لأولاد فاطمة عليهم السلام.
وأكرم أهل بيت النبوة. فأرسلت إليه فاطمة بنت الحسين تقول: (( جزاك الله من وال خيرا، فلقد أشبعت بطونا من أهل بيت النبي جائعة، وكسوت ظهورا عارية، وأخدمت من كان لا يقدر على خدمة نفسه )) (1).
ورد مظالم بني أمية وقسمها بين الفقراء وكان يقول عند تقسيمها: (( هلم إلى أموال الخونة، هلم إلى أموال الظلمة، هلم إلى أموال أخذت من غير حلها ومنعت من مستحقها )) (2).
ولم تدم فترة حكم عمر بن عبد العزيز(( رحمه الله )) كثيرا فسم بعد سنتين من حكمه وقام بعده يزيد بن عبد الملك بوصية من سليمان بن عبد الملك وكان عاجزا لا يعرف شئون الحكم وهو صاحب الجاريتين (( حبابة وسلامة )) وكان شغوفا بهما وبعد موت حبابة نبشها بعد دفنها، ولم يدفنها حتى تغير ريحها ولامه أهل بيته. ثم مات بعدها أسفا وكمدا!
مخ ۷۳