ومن الواضح أن كتابة التاريخ ليست بالأمر السهل أو الهين، فهي مهمة صعبة جدا، لأنها تحتاج إلى الدقة والأمانة ويجب أن يتجرد فيها المؤرخ من كل النزعات والإتجاهات.
ونحن المسلمين مرتبطون بتاريخنا، ويجب علينا فهمه بالشكل الصحيح، ولكن من الواضح أن تاريخنا الإسلامي قد شابته عدة شوائب، وطمست فيه الحقائق، وفسر تفسيرات لا تخلو من نزعة معينة، أو ميل لاتجاه معين، وهذا ما يفسر مطالبة كثير من العلماء والدكاترة بإعادة مشروع كتابة التاريخ الإسلامي.
ولنا أن نتساءل لماذا كتب التاريخ هكذا بعيدا عن حقائقه التاريخية؟!
وللإجابة على هذا السؤال، لابد أن نعرف الظروف والمتغيرات التي كتب فيها التاريخ الإسلامي.
فنحن نعرف أنه كان في الأمة الإسلامية خطان متباينان. خط المصلحين (( يتزعمه الإمام علي عليه السلام )) والخط الثاني: الخط الذي تمشى مع الواقع الفاسد تحت قيادة السلطة الحاكمة من بني أمية وبني العباس.
فالتاريخ إذن قد كتبت مراحله الأولى زمن السلطتين الأموية والعباسية وكانت كتابته خاضعة لفكر ومنطق الأمويين والعباسيين، فهناك إذن خلفية صنعت وكتبت لنا التاريخ السيء الذي استمر مع الظروف على ما هو عليه.
وجاء دور أكثر المؤرخين بعدهم، فلم يبحثوا عن الحقائق التاريخيةولم يدققوا النظر فيما وقعت عليه أيديهم، أو أنهم بحثوا عن الحقائق التاريخية ولم يقفوا عندها لاستخلاص نتائجها بل مروا عليها مرور الكرم.
مع أن كل ذلك لم يمنع من وجود مؤرخين منصفين كتبوا التاريخ، ودرسوا حقائقه وأبعاده، وأظهروا الواجهة الحقيقية فيه بعدل وانصاف.
وهذا ربما من أكبر العوامل التي دفعت كثيرا من الباحثين إلى المطالبة بإعادة كتابة تاريخنا الإسلامي بالشكل المطلوب، ودراسته بالشكل الصحيح، حتى نتمكن من إعادة واقعنا الإنساني بين الأمم، ونستطيع أن نلحق بركب الحضارة المتقدمة.
ولكي يتضح الأمر قليلا نضرب مثلا على ذلك:
مخ ۷