223

كان الإمام المؤيد بالله (ع) يتصف بالحكمة والسياسة، بالإضافة إلى علمه وعبادته، وبعد توليه الأمر حاول أن يبقي على الصلح الذي عقده الإمام القاسم (ع) مع الأتراك، والذي مكن كل اليمنيين تحت أي ظرف من التمتع بحقوقهم كاملة، وهذا مايسعى إليه المؤيد بالله (ع)، ولكن مع تغير الولاة العثمانيين لم يدم الوضع كما كان، فقام الإمام المؤيد بالله (ع) بتنظيم أموره واستعد للمواجهة مع الدولة العثمانية طيلة تلك السنوات وبدأ يجليهم عن المناطق منطقة منطقة تحت قيادة إخوته الأبطال، وفي سنة (1045 ه) أجلاهم إلى زبيد، وحاصرهم هناك وخرج قائد القوات العثمانية (قانصوه) إلى الأمير الحسين بن الإمام القاسم مستسلما فأكرمه وأحسن وفادته كعادة أبناء الإمام القاسم في مثل هذه الحالة وبقي في ضيافته ثم جهزه بمايلزم من مال وخيام وخيول وزاد وأوصله إلى جازان ليواصل سيره إلى مصر (1).. ثم طلب مصطفى باشا الاستسلام مع من بقي معه من الجنود في زبيد فخيرهم الأمير الحسن بين البقاء والدخول تحت حكم الإمام أو الرحيل فاختار أكثرهم البقاء وعددهم حوالي أربعة آلاف فأحسن إليهم وأكرمهم، ورحل الباقون وعددهم حوالي ألف وخمسمائة مقاتل مع الأمير مصطفى إلى المخا ومنها اتجهوا إلى مصر، فتوحدت البلاد تحت لواء الإمام المؤيد بالله (ع).

إصلاحاته (ع):

اهتم (ع) بجميع النواحي العلمية، والعمرانية، والاقتصادية وغيرها. فألف المؤلفات العديدة مثل أسانيد المؤيد، وتصفية النفوس عن الرذائل، والفتاوى الفقهية، وانتشر العلم في عهده، وكثر العلماء والمتعلمون، فقام ببناء المدارس وأشرف عليها وعلى معلميها بنفسه.

واتجه (ع) إلى الناحية الاقتصادية والعمرانية فعمرت في عهده المدن والقلاع الحصينة، وانتشرت الزراعة وازدهرت، وشقت قنوات الري إليها، وعبدت الطرق، وامتد ذلك الإصلاح حتى شمل جزيرتي كمران وفرسان (2).

مخ ۲۲۴