ولم تشغله حروبه المستمرة، وماهو فيه من الشدائد والأهوال عن التفكير في النواحي التعليمية، بل كان لايفارق الكتب ويقدم بالدرس والتدريس والتأليف أينما حل وأينما نزل، وفي عهد استقراره قام بإنشاء المدارس العلمية، وتخرج على يديه الكثير من العلماء، ويعتبره الكثير من العلماء والمؤرخين مجددا لمذهب أهل البيت (ع) في ذلك الوقت، وفي تلك الظروف البالغة الخطورة والتي تغير فيها الوضع كثيرا، فكان للإمام القاسم (ع) الفضل الكبير في إنعاش الحركة العلمية وإعادتها إلى سابق عهدها.
وكان (ع) يوصي أولاده وأصحابه يطلب العلم في كل وقت، ومن وصاياه لأحد أولاده: «إني أوصيك أن لاتترك درس القرآن يوما واحدا ولو في كل يوم جزئين أو جزءا واحدا لاتترك ذلك أبدا» ثم يقول: «وعليك بملازمة العلم وطلبه فإنه من أكبر الفرائض واستعن على ذلك بتقوى الله سبحانه وتعالى» ثم يقول له: «واعلم يابني أني لم آمرك بالعلم إلا لأنه من أعظم الطاعات، لحاجتنا إليه ولأنه لاينجو إلا العلماء العاملون لأنه لاينجو من عذاب الله إلا من خشي الله بدليل قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء، فلايأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}» (1).
مخ ۲۲۱