211

ولد عليه السلام سنة 967ه ومنذ صباه اشتهر بالعفة والطهارة والقوة والشجاعة، وبين كوكبة من العلماء (1) والحفاظ بدأ تعليمه ولم يبلغ سن الرشد إلا وقد أحاط بالعلوم الإسلامية، وبلغ فيها الغاية القصوى.

له المؤلفات العديدة جدد بها الدين الإسلامي في ظروف بالغة الخطورة ومنها:

كتاب الأساس في علم الكلام ألفه أثناء إختفائه من العثمانيين في برط.

ويقول عنه:

هذا الأساس كرامة فتلقه * يا صاحبي بكرامة الإنصاف

واحرز نفيسا من نفائس نثره * جمعت بغوص في خضم صاف

جمع المهيمن بيننا في دينه * جمعا يفي بإصابة وتصاف

وله كذلك كتاب الإعتصام (2) في الفقه جمع فيه بين كتب أئمة أهل البيت عليهم السلام وكتب المحدثين من الأمهات.

وهذان الكتابان أهم المصادر الفقهية والأصولية حديثا.

دعوته عليه السلام

كان العثمانيون قد سيطروا على اليمن بعد موت الإمام المطهر بن شرف الدين، فأذاقوا اليمنيين ضروبا من الظلم والإضطهاد وانتهبوا أمولهمم وساءوا السيرة، وظهرت منهم الأعمال المنكرة، وتوصلوا إلى أخذ الأموال الجليلة بكل حيلة.

وكان القاسم بن محمد عليه السلام يرقب تلك الأوضاع بقلب يقطر دما حزنا وكمدا لحال اليمن والإسلام، وكيف به وهو الذي تجري في عروقه دماء النبوة، ويحركه الوازع الديني، ويدفعه علمه وشجاعته أن يسكت على ذلك، وأن يرى اليمن نهبة في أيدي الطامعين.

فقال عليه السلام متوكلا على الله وليس معه معين ولا ناصر وأعلن دعوته من جبل (جديد قارة) سنة 1006ه، وفي اليمن ثمانون ألفا من الجنود العثمانيين، واجتمع إليه العلماء والفضلاء واجتمع له حوالي أربعمائة رجل فبدأ مرحلته الجهادية ضد الدولة العثمانية.

شيء من معاناته وجهاده:

مخ ۲۱۲