تشعشع نور نار بني علي * ستطفأ ناركم من غير بد (1)
وفي شهر ذي الحجة سنة 613ه انتقل (ع) إلى كوكبان، ومرض مرضا شديدا وهو يظهر التجلد والصبر على الطاعة، والنظر في أمور الناس (2)، وفي يوم الخميس الثاني من المحرم سنة 614ه فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، وهو محتب بثوبه، صابرا محتسبا، فدفن بكوكبان ثم نقل إلى بكر ثم إلى حصنه الذي بناه في ظفار، وقبره هناك مشهور مزور.
رحل (ع) وعمره اثنتان وخمسون سنة وثمانية أشهر واثنان وعشرون يوما قضاها في نشر الإسلام وتحقيق العدالة، فترك لنا نهجا قويما نسير عليه في حياتنا، وثروة فكرية عليها اعتمادنا.
ولهذين الأمامين العظيمين دور كبير في الناحية العلمية، فقد ازدهرت الحركة العلمية في عصرهما كثيرا، وبفضلهما ذابت الدعوة الباطنية وذابت أفكارها فيها.
وفي عصرهما كان الإتصال بين أئمة أهل البيت (ع) بواسطة شيخ الإسلام أبي زيد بن الحسن البيهقي (3)، خرج إلى اليمن من العراق في عهد الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان وعنه أخذ الإمام أحمد بن سليمان كتب من في العراق وغيره من أهل البيت (ع).
كما أخذ عنه القاضي جعفر بن عبدالسلام.
ويذكر الشهيد المحلى أن الإمام أحمد بن سليمان (ع) قد تلقى تعليمه أيضا على يد الفقية عبدالله العنسي اليماني الواصل من جهة الجيل والديلم بعلوم أهل البيت (ع) (4).
ومعنى هذا أن الحركة العلمية والإتصال لم تتوقف بين أهل البيت (ع) فالهجرات لطلب العلم كثيرة ومتنوعة.
مخ ۲۰۵