201

فادع فعندي أنها دعوة * كالة في رجل كامل (3) وله رسائل وأشعار عديدة إلى شيبتي الحمد يمدحهما ويطلب منهما الدعوة إلى الله، بيد أن الأميرين كانا يعرفان فضله (ع) فطلبا منه القيام بذلك، وجاء إليه أكثر من أربعمائة عالم يناظرونه ويسألونه في مختلف أنواع العلوم واستمروا مدة أربعة أشهر تقريبا من ذي القعدة سنة 593ه إلى ربيع الأول سنة 594ه فوجدوه بحرا لا ينفد.

ولما كان يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة 594ه وجامع الإمام الهادي (ع) مليء بالعلماء والفضلاء، قام الأمير شمس الدين خطيبا بين الناس، وكان مما قاله: يا جميع المسلمين إنا قد أطلنا خبرة هذا الإمام وشهدنا بفضله وأنه أحق الناس بهذا المقام، وقد تعينت علينا وعليكم الفريضة، ولزمت الحجة فهلموا فبايعوا الإمام واستبقوا إلى شرف هذا المقام، ثم تقدم ومد يده الكريمة وبايع الإمام (ع) (1) وتبعه أخوه بدر الدين فبايع، ثم تتابع المسلمون على البيعة جميعا.

نص البيعة:

كانت ألفاظ البيعة أن يقول المبايع: أبايعك على كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ع) وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة ولينا ومعاداة عدونا، والجهاد في سبيل الله بين أيدينا. وكان يقول (ع) بعد ذلك الله على ما نقول وكيل) وربما أكد فقال:

وعلي الصبر في البأساء والضراء وحين البأس وأنشأ دعوته في ذلك اليوم إلى جميع المناطق وكان مما قال فيها: (فعليكم رحمكم الله بتقديم التوبة والإنابة قبل الإقبال والإجابة، فإني آمرك بفعلي قبل الأمر لكم بقولي، وأنهاكم عما أنهى نفسي وأهلي، المساوي لي منكم اتخذه أخا والمتقدم أبا، والصغير ولدا، لا آنس بأهل العلم منكم والطاعة، ولا أنفر إلا من أهل المعصية والضلالة) (2).

انتشار الدعوة:

مخ ۲۰۲