وأخر حمامي رب حتى تميتني * وقد كملت مني الفروض وتمت وفي آخر أيام عمره عليه السلام مرض وعميت عيناه، فأسره فليتة بن قاسم القاسمي، فاجتمع عليه رجال همدان وغيرهم، المطيعون والعصاة، والمطرفية، لما يعرفون من عدله وفضله فاضطر إلى إخراجه. وفي سنة 566ه انتقلت روحه الطاهرة المجاهدة إلى بارئها، بعد أن ترك من الآثار ما يخلده على مر الزمان وقبره (ع) في المشهد بحيدان غرب جنوب صعدة تابع لقضاء ساقين. وقد قال فيه نشوان بن سعيد الحميري:
يا ابن الأئمة من بني الزهراء * وابن الهداة الصفوة النجباء
وإمام أهل العصر والنور الذي * هدى الولي به من الظلماء
كم رامت الكفار إطفاء له * عمدا فما قدروا على إطفاء
الإمام عبدالله بن حمزة (ع)
هو المنصور بالله أمير المؤمنين أبو محمد عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم بن الحسن بن عبدالرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع).
ولد (ع ) بعيشان من بلاد همدان في شهر ربيع الأول سنة 561ه.
وبدأ (ع) يتلقى علومه ومعارفه على أيدي كبار العلماء والحفاظ، أمثال والده العلامة الزاهد: حمزة بن سليمان، والشيخ حسام الدين أبي محمد الحسن الرصاص، ومحيي الدين حميد بن أحمد القرشي، وشيخيي آل الرسول الأميرين الدعيين إلى الله شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن محمد بن المختار القاسم بن الإمام الناصر أحمد (ع)، وأخيه محمد بن أحمد (1).
وقد تميز (ع) منذ الصباء بالذكاء الخارق، وسلامة الفطرة، وقوة الحفظ، فكان يحفظ كل ما يلقى عليه، وأحاط بالعلوم الإسلامية وأشعار العرب، وأخبارهم، والفصاحة، والبلاغة، وشهرته (ع) تغني عن تعريفه.
مخ ۱۹۹