165

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

يروى أنه بلغه صلاح رجل في إحدى قرى ديلمان، فذهب لزيارته في جماعة من أصحابه فلقية الرجل خارج موضعه، وكان لا فراش له إلا مانسجه من أغصان الشجر، ولا يتوسد إلا آجرتين عملهما، فقال: يا مولاي ما لنا فراش ولا مكان تجلسون فيه. فقال (ع): لو كان لك فراش أو حالة لما زرناك، فالملوك كثير وأهل الحالات والأحوال فلسنا نزورهم ولا نراهم أهلا لذلك (1).

ومن عفوه وحلمه أنه جيء له يوما برجل قد أهانوه وضربوه، وذلك أنه علق رأس بقرة وقال: هذا رأس أبي الحسين الهاروني. ولما جيء به إلى المؤيد باللله (ع) قال: ما فعل هذا؟ فأخبروه. فقال (ع): لا أقبل. فجاءوا بالبينة على ذلك. فقال (ع): خلوا سبيله، وقال للرجل: قد أسأت فيما فعلت ودواك التوبة إلى الله تعالى. فأعلن الرجل توبته.

ودخل (ع) يوما من الأيام المتوضى ليجدد الطهارة، فرأى رجلا متغير اللون. فقال له ما دهاك؟ قال الرجل: إني بعثت لقتلك. قال (ع) وما الذي وعدوك عليه؟

قال الرجل: بقرة. قال (ع): ما لنا بقرة، وأدخل يده في جيبه وناوله خمسة دنانير، وقال له: اشتر بها بقرة، ولا تعد إلى مثل ذلك.

ولفضله وعلمه هابه الناس جميعا حتى الملوك ومن ذلك أنه لما أسره الملك شوريل في معركة انهزم فيها أصحاب المؤيد بالله (ع) وبقي يقاتل حتى أحاطت به الجموع من كل جهة وأسر (ع)، فاجتمع العلماء والفضلاء وذهبوا إلى شوريل وأخبروه أن الناس لن يسكتوا عن ذلك، وخوفوه من عاقبتهم، وكان فيما قالوه: (إنه شيخ ضعيف، قد كبر في السن، ولا نرى لك إلا الإفراج عنه): فلما رأى شوريل اجتماعهم على ذلك دعا بمغفر المؤيد بالله (ع) وقال: احصوا المواضع التي أصابها المزراق في هذا الجوشن، فوجدوها نيفا وثلاثين موضعا. فقال شوريل: من يثبت في المعركة هذا الثبات كيف يفرج عنه ويخلى سيبله، ولكنه اضطر أن يفرج عنه (2).

مخ ۱۶۵