157

تاریخ

التاريخ

ژانرونه

وإننا لنعرف فضل وعلم الإمام الناصر(ع) أكثر إذا ما عرفنا أن البلاد فتحت منذ زمن، وأن المسلمين المرابطين يعيشون هناك، وتداول حكمها بنو أمية، وبنو العباس، ولكن التاريخ لم يحدثنا أن أهلها اعتنقوا الإسلام، أو أن الولاة كان همهم أو هدفهم إسلام أهل تلك المناطق، بل كان هدفهم جمع الأموال وفرض سياسة الظلم والإستبداد.

ثم نسمع بإسلام أهل تلك المناطق على يد الإمام الناصر (ع)، بل إنه أسلم على يديه في يوم واحد فقط أربعة عشر ألف رجل.

فإذا ما خلد التاريخ اسم الإمام الناصر (ع)، فلأنه يستحق التخليد، ويستحق أن يكون مثلا أعلا لناشدي الحياة السليمة، وأسوة وقدوة للدعاة إلى الله في شتى أرجاء العالم.

وهكذا نشهد تأسيس دولة إسلامية في المشرق الإسلامي كما شهدنا الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي تشبه كثيرا الدولة الإسلامية الإدريسية في طرق تكوينها، ومجتمعها، واستجابة أهلها، فكما كان البربر يعانون في الجزء الغربي من الظلم والإستبداد ويبحثون عن متنفس لهم إلى أن وجدوه في شخص الإمام إدريس (ع)، كان كذلك أهل الجيل والديلم يعانون من الظلم والإستبداد من قبل الولاة، ويعيشون حالة اجتماعية سيئة، وأفراد الشعب مرهقون بدفع الأموال الطائلة إلى الحكام (1)، وظلوا يبحثون عن منقذ لهم إلى أن وجدوه في دعاة أهل البيت (ع).

وكما نجح الإمام إدريس (ع) وأولاده في بناء إسلام البربر، والقضاء على حركات الخوارج في البلاد الواقعة تحت أيديهم، وبناء دولة إسلامية ظلت صامدة على امتداد التاريخ في وجوه المستعمرين، نحج كذلك أهل البيت في نشر الإسلام في الشرق الإسلامي، وأقاموا حضارة إسلامية عريقة قاومت الملوك والسلاطين الطامعين في خيراتها ومنافعها.

مخ ۱۵۷