لقال جميع الناس لاشك قاسم ألف المؤلفات العديدة في جميع العلوم وكانت الأفكار غير الإسلامية قد اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي نتيجة اتساع رقعة الدولة الإسلامية وإقبالهم على الكتب المنحرفة، وإخضاع الحكام الدين الإسلامي لأهوائهم ومصالحهم.
وقد اتجه أولا إلى إصلاح عقيدة الأمة الإسلامية فألف كتاب الدليل الكبير، والصغير، وكتاب العدل والتوحيد، وألف كتب رد تبطل مزاعم النصارى والمجبرة والمشبهة، ومنها كتاب الرد على الملحد (1). وكذلك ألف في الفقه الشيء العجيب.
واتجه كذلك إلى تربية النفس فألف فيهاكتبا عديدة منها كتاب سياسة النفس وغيره.
دخل عليه يوما جعفر بن حرب أحد كبار المعتزلة فجاراه في مسائل العلم فلما خرج من عنده قال لأصحابه: (أين كنا عن هذا الرجل فوالله ما رأيت قبله مثله) (2).
كان (ع) دائم الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى تبلل دموعه الثرى خوفا من الله تعالى قال بعض أصحابه: (حججنا مع القاسم (ع) فاستيقظت في بعض الليل فافتقدته فخرجت فأتيت المسجد الحرام فإذا أنا به وراء المقام لاصقا بالأرض ساجدا وقد بل الثرى بدموعه وهو يقول: إلهي من أنا فتعذبني فوالله ما تشين ملكك معصيتي، ولا تزين ملكك طاعتي) (3).
وقيل لمحمد بن منصور المرادي: (إن الناس يقولون بأنك لم تستكثر من القاسم بن إبراهيم (ع) وقد طالت صحبتك له فقال: نعم صحبته خمسا وعشرين سنة ولكنكم تظنون أنا كلما أردنا كلامه كلمناه ومن كان يقدر على ذلك منا وكنا إذا لقيناه فكأنما أشرب حزنا لتأسفه على الأمة وما أصيبت به من الفتنة من علماء السوء العتاة الظلمة )) (4) .
مخ ۱۲۱