بل لقد حدى ببعض من يسمون أنفسهم بعلماء الأمة، ومؤرخي الحقائق ألا يجدوا مبررا لموقف ممعاوية إلا أن يقولوا: (( إن أول من أثار الفتنة كانوا في الكوفة، وهم جماعة عبدالله بن سباء، ومنهم قائد جيش الإمام علي (ع) (( مالك الأشتر ))، وتلميذ الإمام علي (( كميل بن زياد )) وأن هؤلاء هم سبب مقتل عثمان، وهم من أثار حرب الجمل، وحرب صفين وعجبا من هؤلاء أما دروا أنهم بقولهم هذا لم يسيئوا إلى علي (ع) فحسب، بل أساءوا إلى رسول الإسلام ورسالة الإسلام (1)!
فإذا ما تعرض هؤلاء لخدعة التحكيم.. تجد أنهم ينفون أن يكون هناك خدعة في التحكيم.
هذا جانب من صور التشويه تحدث به بعض المؤرخين، أما بعضهم الأخر فقد اكتفى ليخرج نفسه من المأزق على حسب تصوره بأن يصف تلك الأمور بأنها أحداث فتنة لا يجوز تخطئة أحد فيها (2) . ونحن نجد أنه إلى هذا الحد قد زيفت هذه الحقائق.
مخ ۱۱