الترغيب والترهيب
الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة
خپرندوی
مكتبة مصطفى البابي الحلبي
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م
د خپرونکي ځای
مصر
(١) المعنى: ان النبى ﷺ يضرب مثلا لثلاثة عملوا صالحًا لله وأخلصوا إليه جل وعلا، في الطاعة ولما وقعوا في شدة توسلوا إلى الله بأرجى عمل عملوه رجاء أن الله يفرج كربهم؛ ويزيل ألمهم، ويبعد همهم قد رأوا الصخرة ثقيلة عليهم فلا يمكن رفعها، فتقرب الأول: بمحبة والديه وبرهما وإكرامهما وطاعتهما وإيثارهما على أهله وأبنائه ورعاية الأدب معهما، ولعل في هذا العمل الخالص ابتغاء وجهه الكريم سبب إجابة دعائه وتفريج غمه فكان. وتضرع الثاني: إلى ربه بامتناعه عن الفحشاء خوفًا منه جل وعلا وخشيته في السر والعلانية، بعد أن تمكن من حبيبته وإعطائها ما يملك من الدنانير، فأجاب الله دعاءه وأزال عسيره، ودعا الثالث: السرى ربه وطلب منه النجارة إذ حفظ أمانة الأجير لله ونماها حتى ملأ واديًا إبلا ويقرأ وغنما وراعيهما. وهكذا يبارك الله في القليل الحلال فينمو ويكثر، ولما احتاج الأجير لأجرته سلمه ذلك المال الوفير لله ومحبة في ثواب الله ورجاء أن يفرج الله عنهم فكان ما رجوه وجاءهم الفرج تدريجا على ثلاث دفعات ليرى كل منهم أثر دعائه، وتوسله بصالح عمله. يؤخذ ايضًا من هذا الحديث: ١ - أن الإنسان يلزمه أن يعمل صالحا بإخلاص وصدق نية في حالة السعة والفرج ليكون ذلك سببًا لنجاته في يوم الضيق والشدة، مصداقا لقول الرسول ﷺ؛ (تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) فما ظنك إذا انضم إلى ذلك توسل ودعاء باضطرار؟ لا شك أن ذلك يكون أقرب للإجابة وأسرع لتفريج الكرب وكشف البلاء، كما أخبر بذلك حيث قال: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإ مع الله قليلا ما تذكرون) أية ٦٢ سورة النمل. ٢ - وأن المال الحلا يقيض الله له من يحفظه ولو غير مالكة حتى إذا احتاج صاحبه يوما وجده كما وقع لذلك الأجير. وهذا الحديث ساقه النبى ﷺ مثلا لأمته، ليحذوا حذو هؤلاء، ويسيروا على نهجهم في العمل الصالح بإخلاص وصدق نية، ليكون لهم ما كان لهؤلاء. (٢) ترك، والمعنى: الذي عمل صالحًا لله وحده وأدى الصلاة في أوقاتها وأخرج الزكاة للمستحقين وتصدق على الفقراء ﵀ وأغدق عليه الخير والنعيم في الجنة. (٣) شيء في القلب يدعو إلى حسن النية وصفاء الطوية وإتقان العمل لله. (٤) الاعتقاد الجازم بوجود الخالق جل وعلا فلا يخشى سواه.
1 / 53