الترغيب والترهيب
الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة
خپرندوی
مكتبة مصطفى البابي الحلبي
شمېره چاپونه
الثالثة
د چاپ کال
١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م
د خپرونکي ځای
مصر
الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب
١ - عن أبي ذر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير عشر مراتٍ كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحا (١) عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرزٍ (٢) من كل مكروهٍ، وحُرِسَ (٣) من الشيطان، ولم ينبغ (٤)
لذنبٍ أن يُدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى. رواه الترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب صحيح، والنسائي، وزاد فيه: الخير، وزاد فيه أيضًا من حديث معاذ، وزاد فيه: من قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أُعطى مثل ذلك في ليلته.
٢ - وعن الحارث بن مسلم التميمى ﵁ قال: قال لى النبى صلى الله
= الصارفة عن إحضار القلب ولا شك أن تعود إلى مهماته. وأنها إنما صارت مهمات لشهواته فيعاقب نفسه بالنزوع عن تلك الشهوات وقطع تلك العلائق، فكل ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه وجند إبليس عدوه فإمساكه أضر عليه من إخراجه فيتخلص منه بإخراجه كما روى (أنه ﷺ لما لبس الخميصة التى أتاه بها أبو جهم، وعليها علم وصلى بها نزعها بعد صلاته. وقال ﷺ: اذهبوا بها إلى ابى جهم فإنها ألهتنى آنفًا عن صلاتى وائتونى بأنبجانية أبى جهم، متفق عليه أهـ ص ١٤٦ جـ ١ فحب الدنيا رأس كل خطيئة وأساس كل نقصان ومنبع كل فساد ومن فرح بالدنيا لا يفرح بالله ﷾ وبمناجاته، وهمة الرجل مع قرة عينه وهمه الدنيا والآخرة في القلب مثل الماء الذى يصب فى قدح مملوء بخل فيقدر ما يدخل فيه من الماء يخرج منه من الخل أهـ كلامه.
(١) أزال.
(٢) حصن حصين مكين.
(٣) حفظ من وساوس ذلك العدو الألد الذى يحدث النفس عن اتباع الفجور وترك طاعة الله.
(٤) يظهر، يقال نبغ الشئ إذا ظهر ونبغ فيهم النفاق إذا ظهر ما كانوا يخفون فيه، وفي حديث عائشة: (غاض نبغ النافق والردة) أي نقصه وأذهبه أهـ.
والمعنى: الذى يحافظ على قراءة هذا الورد كل يوم بعد صلاة الفجر تكرم عليه ﷻ بزيادة حسنات مضاعفة وإزالة سيئات ما حقة، وتحصن من المصائب؛ ووقى شر الحوادث وبعد عن المكاره والوسواس الخناس فلا يجد الشيطان له فرصة يغويه ويضله هذا إلى سلامته من كل الذنوب مدة يومه إلا إذا ألحد وأشرك بربه أحدًا، وهذا عمل يسير به يناله فضل الله الكبير - فيغدقه برحمته: ويحيطه بكراماته، فاجتهد يا أخى أن تكثر من تسبيح الله وتحميده بعد صلاتى الفجر والعصر كما رواه سيدنا معاذ.
1 / 303