267

الترغيب والترهيب

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

خپرندوی

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

معاصر
تصوف
ولو حبوًا (١)، ولقد هممت أن آمُرَ بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا (٢) فيصلى بالناس، ثم انطلق معى برجالٍ معهم حزم من حطبٍ إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة فأُحرق عليهم بيوتهم بالنار. رواه البخاري ومسلم.
٣ - وفي روايةٍ لمسلم: أن رسول الله ﷺ فقد ناسًا في بعض الصلوات فقال: لقد هممت أن آمر رجلا يصلى بالناس، ثم أخالف (٣) إلى رجال يتخلفون (٤) عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظمًا سمينًا لشهدها، يعنى صلاة العشاء، وفي بعض روايات الإمام أحمد لهذا الحديث:
لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء، وأمرت فتيانى يُحرقون ما في البيوت بالنار.
٤ - وعن ابن عمر ﵄ قال: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن (٥). رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه.
٥ - وعن رجل من النخع قال: سمعت أبا الدرداء ﵁ حين حضرته الوفاة قال: أُحدثكم حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ: سمعت رسول الله

(١) الحبو: حبو الصبى الصغير على يديه ورجليه، معناه: لو يعلمون ما فيهما من الفضل والخير، ثم لم يستطيعوا الإتيان إليهما إلا حبوا لحبوا إليهما، ولم يفوتوا جماعتهما في المسجد - ففيه الحث البليغ على حضورهما أهـ نووى ص ١٥٤ جـ ٥.
(٢) قال النووي فيه أن الإمام إذا عرض له شغل يستخلف من يصلى بالناس وإنماهم بإيتانهم بعد إقامة الصلاة لأن بذلك الوقت يتحقق مخالفتهم وتخلفهم فيتوجه اللوم عليهم، وفيه جواز الانصراف بعد إقامة الصلاة لعذر أهـ.
(٣) أذهب إليهم، وأجمع العلماء على منع العقوبة بالتحريق في غير المتخلف عن الصلاة، والغال من الغنيمة واختلاف السلف والجمهور علىمنع تحريق متاعهما - أدب جم يا رسول الله، أنت الملك المسيطر في عصرك، والإمام المطاع وتحلم على المنافقين وتصبر على العاصين وتشرع في عقابهم وتسامح لله وتصفح لله وتغضب لله - فياتاركي الصلاة إن لم تصلوا الآن، فمثلكم مثل المنافقين مدة رسول الله ﷺ، ولا ينفعكم إسلامكم الناقص هذا الركن.
(٤) قال النووي: إن هؤلاء المتخلفين كانوا منافقين، وسياق الحديث يقتضيه فإنه لا يظن بالمؤمنين من الصحابة أنهم يؤثرون العظم السمين على حضور الجماعة مع رسول الله ﷺ، وفي مسجده ولأنه لم يحرق. بل هم به ثم تركه أهـ.
(٥) يتحدث بن عمر ﵄ نقصان إيمان المتخلف عن المواظبة على صلاتى الفجر والعشاء جماعة وتزول الثقة منه ويحاط بالشكوك، وعدم الأمانة ويخشى من ظلمه وتعديه، ولا يؤمن، ولا يصاحب ولا يساعد، ويظن به شرا.

1 / 268