242

الترغيب والترهيب

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

خپرندوی

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

معاصر
تصوف
ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: ألم يكن الآخرُ مسلمًا؟ قالوا بلى (١) وكان لا بأس به، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: وما يدريكم ما بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهرٍ عذبٍ بباب أحدكم يقتحم (٢) فيه كل يومٍ خمس مراتٍ فما ترون في ذلك يُبْقِى من درنه (٣)، فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته (٤). رواه مالك واللفظ له، وأحمد بإسناد حسن، والنسائي وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال: عن عامر بن سعد بن أبى وقاص قال:
سمعت سعدًا وناسًا من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله ﷺ، وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفى الذى هو أفضلهما، ثم عُمر الآخرُ بعد أربعين ليلة ثم توفى، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: ألم يكن يصلى؟ قالوا: بلى يا رسول الله، وكان لا بأس به، فقال رسول الله ﷺ: وماذا يدريكم ما بلغت به صلاته. الحديث.
٢٨ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: كان رجلان من بُلَى حَىٍّ من قُضاعةَ أسلما مع رسول الله ﷺ فاستشهد أحدهما، وأُخر الآخرُ سنةً. قال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد (٥)
فتعجبت لذلك

(١) إنه مسلم. بلى يجاب بها عند النفى.
(٢) يخوض: يجوز.
(٣) وسخه.
(٤) أرى والله أعلم أن النبى ﷺ يبشر أصحابه بزيادة درجات من عمر، وعلو مركزه في الجنة من جراء كثرة ركعاته، وثواب صلاته.
(٥) أولا: الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل المتجاوزون حد الكمال إلى درجة التكميل: ثانيا: الصديقون الذين صعدت نفوسهم تارة بمراقى النظر في الحجج والآيات، وأخرى بمعارج التصفية والرياضيات إلى أوج العرفان حتى اطلعوا على الأشياء، وأخبروا عنها على ما هى عليها. ثالثًا: الذين أدى بهم الحرص على الطاعة، والجد في إظهار الحق حتى بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله تعالى. رابعًا: الصالحون: الشهداء الذين صرفوا أعمارةم في طاعته، وأموالهم في مرضاته، ولك أن تقول: المنعم عليهم هم العارفون بالله، وهؤلاء إما أن يكونوا بالغين =

1 / 243