199

الترغيب والترهيب

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

خپرندوی

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

معاصر
تصوف
قال (١): وأحسبه. قال: فدعا بزعفرانٍ فلطخه به وقال (٢) إن الله ﷿ قبل (٣) وجه أحدكم إذا صلى فلا يبصق (٤) بين يديه. رواه البخاري ومسلم وأبو داود واللفظ له.
الترهيب من البصاق في المسجد الخ
٢ - وروى ابن ماجه عن القاسم بن مهران، وهو مجهول عن أبي رافع عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ رأى نُخَامةً في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال: ما بالُ أحدكم يقوم مُستقبل ربه فيخنعُ أمامه، أَيُحبُّ أحدكم أن يُستقبل فيُتَنخعَ في وجهه؟ إذا بصق (٥) أحدكم فليبصق عن شماله، أو ليتفل هكذا في ثوبه ثم أرانى إسماعيل، يعني ابن علية يبصق في ثوبه، ثم يدلكهُ.
٣ - وعن أبي سعيد الخدرى ﵁ أن رسول الله ﷺ كان يعجبه العراجين (٦) أن يسمكها بيده، فدخل المسجد ذات يومٍ، وفي يده واحدٌ منها، فرأى نخاماتٍ في قبلة المسجد فحتهنَّ (٧) حتى أنقاهنَّ، ثم أقبل على الناس مغضبًا فقال: أيحب أحدكم أن يستقبله رجل فيبصق في وجهه، إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة، فإنما يستقبل ربه، والملك (٨) عن يمنيه، فلا يبصق بين يديه، ولا عن يمينه الحديث. رواه ابن خزيمة في صحيحه.
٤ - وفى رواية له بنحوه إلا أنه قال فيه: فإن الله ﷿ بين أيديكم (٩) في صلاتكم، فلا توجهُوا شيئًا من الأذى بين أيديكم. الحديث، وبوّب عليه ابن خزيمة: باب الزجر عن توجيه جميع ما يقع عليه اسم أذى تلقاء القبلة في الصلاة.

(١) في نسخة: حذف قال.
(٢) في نسخة: ثم قال.
(٣) أي عيانا ومقابلة يفسر ذلك سيدنا رسول الله ﷺ عند الجواب على سؤال جبريل ﵇: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وفي حديث آدم ﵇: (إن الله خلقه بيده ثم سواه قليلا) وفي رواية (إن الله كلمه قبلا) أي عيانا ومقابلة، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولى أمره أو كلامه أحدًا من ملائكته.
(٤) يخرج مادة اللعاب من فمه أمام وجهه لأنه واقف بين أحكم الحاكمين ﷻ، فينبغى أن يتأدب، ويترقى، ويذوق رهبة العظيم القادر.
(٥) في نسخة: بزق أحدكم فليبرق.
(٦) القنو، والجمع القنوان، والأقناء: العزق الذى يثمر عليه البلح، يستعمل للكناسة والنظافة.
(٧) حكهن، والحك، والحت، والقشر سواء. بمعنى أن النبى ﷺ أزال هذه الفضلة القذرة.
(٨) في نسخة: والملائكة.
(٩) الله تعالى مطلع على حركاتكم وسكناتكم، تشملكم رحمته ومراقبته، والله تعالى ليس له زمان أو مكان بل هو محيط بعباده رقيب ورحيم.

1 / 200