129

الترغيب والترهيب

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

خپرندوی

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

معاصر
تصوف
هذه الأمة وأُولئك هم وقود النار. رواه الطبراني في الأوسط والبزار باسناد لا بأس به، ورواه أبى يعلى والبزار والطبراني أيضًا من حديث العباس بن عبد المطلب. ظهور الاسلام - الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة الخ ٣ - وعن عبد الله بن عباس ﵄ عن رسول الله ﷺ أنه قام ليلة بمكة من الليل فقال: اللهم هل بلغت (ثلاث مرات) فقام عمر بن الخطاب، وكان أوَّاهًا (١)، فقال: اللهم نعم (٢)، وحرَّضْتَ وجهدت ونصحت، فقال: ليظهرنَّ الله الإيمان حتى يُرَدَّ الكفر إلى مواطنه، ولتخاضُّنَّ البحار بالإسلام (٣)، وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرءونه، ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا، فمن ذا الذي هو خير منا، فهل في أُولئك من خيرٍ؟ قالوا يا رسول الله: من أُولئك؟ قال: أُولئك منكم، وأُولئك هم وقود النار. رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن إن شاء الله تعالى. ٤ - وعن مجاهد عن ابن عمر رضى الله عنهما، لا أعلمه إلا عن النبى ﷺ قال: من قال إنى عالمُ، فهو جاهل. رواه الطبراني عن ليت، وهو ابن أبى سليم عنه وقال: لا يروى عن النبى ﷺ إلا بهذا الإسناد. (قال الحافظ) وستأتى أحاديث تنتظم في سلك هذا الباب في الباب بعده إن شاء الله تعالى. الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبة والترغيب في تركه للمحق والمبطل ١ - عن أبي أمامه ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: من

(١) توابًا: كثير التأوه وهو الرجوع إلى الله والندم. (٢) إنك قد بلغت يا رسول الله، وبذلت قصارى جهدك في الحث والتحريض، والجهاد: بالغ في الأمر وتكبد. (٣) والله ليركبن المسلمون متن البحار، يخبر ﷺ بتيسير الأمور للمسلمين، وتسهيل سبل الخير لهم، وتذليل الصعاب لهم برا وبحرًا، ويحذر أن يأخذهم الطيش، والحمق، وتزيين الشيطان، فيغترون بما علموا، ويدعو العلماء إلى زيادة التكمل والتجمل، فما من كمال إلا وعند الله أكمل منه: (وفوق كل ذي علم عليم). وقد أمر ﷾ نبيه: (وقل رب زدنى علما): فهل تعاهدني يا أخى على التواضع، وتذليل النفس، واستراضتها على طلب العلم، وقراءة القرآن، ونترك الزهور والعجب، ونتقى الله ﷻ، قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) وسيدنا موسى عالم شرعي رأى بعضا من أسرار علم الحقيقة من سيدنا الخضر، وهو أعلم منه، وبعد ذلك أخبر أنها كنقرة طائر من بحر علم الله تعالى قال تعالى: (وعلمناه من لدنا علما).

1 / 130