134

Tareekh Nuzool Al-Quran

تاريخ نزول القرآن

خپرندوی

دار الوفاء - المنصورة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

سورة «الأعلى» ومع روضة جديدة من روضات القرآن الكريم مع سورة الأعلى، وقد نزلت بعد سورة التكوير فهى سورة مكية، روى البخارى حديثا جاء عن البراء بن عازب ﵁ قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبى ﷺ مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرءاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب فى عشرين ثم جاء النبى ﷺ فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله ﷺ قد جاء فما جاء حتى قرأت: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فى سورة مثلها «١» وانفرد الإمام أحمد برواية عن على ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يحب هذه السورة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وثبت فى الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال لمعاذ: «هلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى» كما روى الإمام أحمد ﵁ أيضا- عن النعمان بن بشير أن رسول الله ﷺ قرأ فى العيدين بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية، وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا، وقد روى ذلك- أيضا- الإمام مسلم- ﵀ فى صحيحه. وفتح هذه السورة بالأمر الكريم من الله سبحانه بالتسبيح سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)، ويأتى هذا التسبيح بعد ذكر الآيات الكونية العظيمة السابقة فى سورة التكوير ويستمر التذكير بآيات الله سبحانه فى خلقه فى سورة الأعلى، فهو الرب الأعلى، وهو الذى خلق فأحسن كل شىء خلقه، ويرى الناس هذا جليا فى الآيات المحيطة بهم، وكان هدى الرسول ﷺ أن يستجيب لهذا الأمر على الفور، فعن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ كان إذا قرأ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: «سبحان ربى الأعلى»، وهذا تنبيه صريح مباشر لما ينبغى أن يكون عليه المسلم نحو آيات الله الكونية، وأن ينظر فيها نظرة تأمل واعتبار؛ ليقف فيها على عظيم صنع ربه الأعلى، فيمتلئ القلب خشية وحبا، ويهتف اللسان بالتسبيح والتنزيه والذكر لله

(١) ابن كثير ٧/ ٢٦٧ ط الأندلس.

1 / 138