ذكر فارس
لما فرغ من خوزستان وهي بلاد الأهواز انتقل إلى فارس، والذي يحيط ببلاد فارس من جهة الغرب حدود خوزستان، وتمام الحد الغربي إلى جهة الشمال حدود أصفهان والجبال، والذي يحيط بها من جهة الجنوب بحر فارس، والذي يحيط بها من جهة الشرق حدود كرمان، والذي يحيط ببلاد فارس من جهة الشمال المفازة التي بين فارس وخراسان، وتمام الحد الشمالي حدود أصفهان وبلاد الجبال.
قال المهلبي في العزيزي: ونهاية فارس الشرقية هي ناحية يزد وعلى نهاية الحد الجنوبي سيراف والبحر، وحدها الشمالي الري، قال: ومن مدن فارس كركان على شعب بوان، وهي على خمسة فراسخ عن النوبندجان، ومن مدن فارس السرمق وهي مدينة كثيرة الخصب والأشجار، ومن منتزهات فارس شعب بوان، أحد منتزهات الدنيا الأربعة، وهي: غوطة دمشق، ونهر الأبلة، وصغد مسرقند، وشعب بوان، وهو- أعني شعب بوان- عن النوبندجان على نحو فرسخين، وشعب بوان عدة قرى ومياه متصلة، وعليها الأشجار حتى غطت تلك القرى، فلا يراها الإنسان حتى يدخلها.
وقال المهلبي في العزيزي: وبلاد فارس تنقسم إلى جنوبية وشمالية، فالبلاد الجنوبية سهول، والشمالية بلاد جبال، ومن مدن السهول: أرجان والنوبندجان ومهروبان وسنيز وكازرون وإصطخر والبيضاء ودارابجرد.
وعن بعض أهل البصرة قال: السائر من سيراف على ساحل البحر ينتهي إلى بيذخان، وهي قرية على مرحلة من سيراف، ثم يسير من بيذخان إلى نابند وهي مدينة عامرة على مسيرة يومين من بيذخان، ثم يسير دون عشر مراحل على ساحل البحر إلى قبالة كيش، وبين كيش وهرموز في البحر نحو ثلاثة أيام بالريح المتوسطة.
مخ ۳۷۲