جنوبيهم جبل طنطنة، وهو كبير ممتد من الشرق إلى الغرب نحو ست مراحل، وفي أسفله معدن الحديد الجيد، وفي شمالي زويلة مدينة سرت، وفي جنوبي قابس الجبل العظيم الممتد شرقا وغربا فيعرف في جهتها بجبل دمر، وفي جهة قفصة بجبل الأوطس، وفي جهة القيروان بجبل وسلات، وهو خصيب ويجيء منه الأموال السلطانية، وفي جنوبي هذا الجبل مدينة القيروان، ويتصل ببرقة جبل يقال له رأس أوثان وهو، ركن غربي ويقابله من جهة الشرق ركن آخر يقال له رأس تبني، والبحر داخل في الجنوب بين هذين الركنين، ثم بعد أن يتجاوز البحر رأس تبني يأخذ في الجنوب والشرق حتى يتصل بالعقبة التي هي حد ديار مصر من جهة المغرب، وعندها مرسى، والعقبة حيث الطول تسع وأربعون، والعرض اثنتان وثلاثون، وكانت بلاد برقة تسمى في أيام الروم أنطابلس فسمتها العرب لما فتحتها في صدر الإسلام برقة لكثرة حجارتها المختلطة بالرمل قال في المشترك: وبرقاء كل موضع فيه حجارة مختلفة الألوان، وولاية برقة تجاور الديار المصرية، وهي بين ديار مصر وبين أفريقية.
وبرقة ولاية طويلة وقد أستولت عليها العرب، وليس بها في زماننا مدينة جليلة ممصرة ... قال في العزيزي: ولبرقة جبلان فيها عدة ضياع نفيسة وعيون ماء جارية ومزارع وآثار بناء للروم جليل، وأسعارها على سائر الأوقات رخيصة جدا، ويجهز منها إلى مصر القطران والشراب والضأن الكثير ... قال:
ولها ... ساحل ترسى به المراكب.
ومن البلاد الواقعة بين بلاد المغرب والواحات أوجلي- بالجيم واللام- وهي جزيرة في تلك الرمال وعمارة في تلك الصحاري. فيها ماء ونخل ... قال الإدريسي: ومدينة أوجلة مدينة صغيرة متحضرة فيها قوم ساكنون كثير والتجارة، ومنها يدخل إلى كثير من أرض السودان نحو بلاد كوار وبلاد كوكو، وأرضها وأرض برقة أرض واحدة، ومياهها قليلة، ومنها إلى مدينة زالة عشرة
مخ ۱۴۲