50

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

خپرندوی

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ

د خپرونکي ځای

الدمام

ژانرونه

أيراد به أن الله تعالى تحوزه المخلوقات وتحيط به؟! فهذا معنى باطل منفي عن الله تعالى لا يليق به، فإن الله أكبر وأعظم وأجل من أن تحيط به المخلوقات وتحوزه كيف وقد وسع كرسيه السموات والأرض، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه؟! وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة – ﵁ – أن النبي ﷺ قال: "يقبض الله ﵎ الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ ". وقال ابن عباس – ﵄: "ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم". أم يراد بالحيز أو المتحيز: أن الله منحاز عن المخلوقات أي مباين لها منفصل عنها ليس حالًا فيها، ولا هي حالة فيه، فهذا حق ثابت لله ﷿، كما قال أئمة أهل السنة: هو فوق سمواته على عرشه، بائن من خلقه. * تنبيه: جاء في القاعدة أنه يجب علينا الإيمان بما أخبر الله به ورسوله سواء عرفنا معناه أم لا. لكن؛ ليعلم أنه ليس في كلام الله ورسوله شيء لا يعرف معناه جميع الأمة، بل لابد أن يكون معروفًا لجميع الأمة أو بعضها؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٤٤] . وقوله: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: ٨٩] . ولأنه؛ لو كان فيه ما لا يعلم معناه أحد لكان بعض الشريعة مجهولًا للأمة. ولكن المعرفة والخفاء أمران نسبيان، فقد يكون معروفًا لشخص ما كان خفيًا على غيره: إما لنقص في علمه، أو قصور في فهمه، أو تقصير في طلبه، أو سوء في قصده.

1 / 54