فتهددتهم الأم وردة بإصبعها، وقالت لهم محدقة من خلال نظاراتها إلى يوحنا الصغير: يا لكم من ملاقين صغار ... ولكن لا بأس فاسمعوا النهاية: عندما دفنت جثة بيلاطوس في جبلنا هذا يبست الأعشاب، وجفت الينابيع، وماتت الطيور، وهربت حيوانات الجبل مذعورة مضطربة، وترامت الأشجار تحت انقضاض الصواعق، وذبلت أجساد السكان وشحبت وجوههم ...
أما الحجارة فكانت تتهير من البروق الزرقاء، وأطواد الصخور تتساقط من قمة الجبل وتترامى في مياه البحيرة الزرقاء، والأرض تتشقق عن لجج عميقة، وكهوف سوداء تشرئب منها أعناق أفاع هائلة وثعابين ذات رءوس عديدة!
أما اليوم، فيقال: إن شبح بيلاطوس يجتاز الجبل في «الجمعة الحزينة» ويمر «بمعبر الشيطان» متبوعا بالأرواح الشريرة!
من هم هؤلاء الأرواح؟ وما شأنهم في الجبل؟ ...
ما من أحد يدري يا صغاري، ولكن ويل للمسيحيين الذين يمرون بمعبر الشيطان، فإنهم يموتون شر ميتة إذا هم لم يستنجدوا بحراس السماء، ولا تجرؤ العقبان أن تأكل لحومهم الدنسة!
ويل للمسيحيين الخطأة، الذين يجتازون الجبل ويلقون في مياه البحيرة حجرا أو قضيبا!
ويل لهم من شبح مخيف، يتمسك بعنقهم ويرفعهم إلى الفضاء، ثم يطرحهم في أعماق اللجة!
لم تكد الأم وردة تصل إلى هذه الكلمة حتى قرع الباب قرعة هائلة، فتضعضع الأحداث وجمدوا في مكانهم من شدة الخوف.
فانتصبت الأم وردة أمام الباب شاحبة الوجه مضطربة الأعضاء ورسمت على وجهها إشارة الصليب.
عند هذا قرع الباب قرعة أخرى، وسمع صوت قائلا: افتحي يا أم وردة! ...
ناپیژندل شوی مخ