أما الناسك فلم يضطرب وقال: لقد ظننتك رجلا متألما فأسرعت لنجدتك، فالله يحاسبني على جميلي هذا كما لو كنت قد أنجدت قريبا لي، إنني أعرف حيلك يا إبليس، ولكن نعمة الله تقويني على احتمالها بتجلد وصبر.
إذ ذاك توارى إبليس ولم يرجع بعد ذلك. ... مرت الأعوام العديدة على سيراب وهو يقاسي العذاب والجوع، وكان غراب السماء يأتيه كل مساء بقطعة من الخبز.
ذات ليلة بينما كان الناسك ساجدا على عتبة بابه يصلي ويضرع إلى الله، ظهر له ملاك ذو أجنحة نارية، فملكه الخوف والذعر الشديد! ...
قال الملاك: لا تخف فأنا الملاك روفائيل، لقد أذن الله بأن تهبط عليك نعمته العظيمة، فاصغ جيدا إلى ما يطلبه منك: غدا تذهب إلى الإسكندرية وتمثل بين يدي الأسقف بطرس، وهو رجل عادل ويخاف الله، اطلب منه أن يجمع المرضى والكسحاء في كنيسة القديس مرقس الإنجيلي.
وعندما يتم ذلك تتقدم أنت وتشفي جميع المرضى أمام الجماهير الغفيرة!
عندما سمع الناسك هذا الكلام ارتعش ارتعاشا عظيما، وصرخ قائلا والدموع تتناثر من مقلتيه: أجل، سأقوم بهذا العمل، فالله قادر على كل شيء، ولكن كيف أجسر أن أطلب ذلك من الأسقف؟ وهل يصدقني؟ ...
فقال الملاك ذو الأجنحة النارية: إذا طلب الأسقف منك أن تثبت له صحة كلامك فلا تتأخر، واعلم أن الله يكون إلى يمينك. •••
وفي الغد عندما بلغت الشمس كبد السماء، كان الناسك في الإسكندرية يستخبر عن مقر الأسقف بطرس خلف الأسقف أثناسيوس.
وعندما امتثل الناسك أمامه انحنى بخشوع واحترام، فاستقبله الأسقف مرحبا به.
فقال الناسك: أيها الأب القديس، أنا سيراب الناسك الذي صرف أيامه في العزلة والسكون، كنت قد نذرت ألا أخرج من العزلة السعيدة، إلا أن الله اختارني للرسالة التي سأبسطها الآن على مسمعك.
ناپیژندل شوی مخ