عند هذا تشقق الأفق في المشرق، وانتصب الصليب بين هالة من النور، فنزع الخائن حبلا من وسطه وأحاط به عنقه، ثم رمى بنفسه من قمة الصخر إلى الأسفل ... فانشق بطنه وتدفقت أحشاؤه على الأرض.
في تلك الدقيقة فرح الأشباح فرحا عظيما، وانطلق الضحك من أفواههم، وظهر على الصليب رجل مدمى!
فأبصر فريد الشبح الكبير الذي كان جالسا على كرسيه ينتصب على قدميه صارخا: أنا بريء من دم هذا الصديق! ...
وتراءى له طيف في يده قصعة ماء، يسكب منها على يدي بيلاطوس اليائس، فيستحيل ذلك الماء دما على يديه ...
وسمع طائفة الأشباح تهتف بأصوات مرتفعة قائلة: أيها الجبان! أيها الجبان! فيردد الصدى في الأبعاد قائلا: جبان! جبان! ...
ثم رأى الأشباح الرهيبة ذات الشكل الوحشي تعكف فوق قبر بيلاطوس، وتنزع منه بعض عظام نخرة!
أما هذه العظام، فكانت تستحيل تحت لهاث الأشباح إلى أفاع، تحمل على جباهها هذه الكلمة: جبانة!
وتحت لهاث الأشباح الفاسد كانت عظام يوداص تستحيل إلى أفاع تحمل على جباهها هذه الكلمة: خيانة!
وتراءى له أن الأفاعي يشهر بعضها حربا على بعض، حتى إذا استعادت العظام شكلها الأول مزق قيافا رداءه، وصرخ قائلا: لقد جدفت!
وكانت الديدان تفترس صدره، فسقط على الخضيض دفعة واحدة، في حين كان هيرودس يصرخ بملء شدقيه: أنا المجنون! ... أنا المجنون! ...
ناپیژندل شوی مخ