پرمختګی حرکت په امریکا کې: ډیره لنډه مقدمه

مروه عبد فتاح شهاته d. 1450 AH
16

پرمختګی حرکت په امریکا کې: ډیره لنډه مقدمه

الحركة التقدمية في أمريكا: مقدمة قصيرة جدا

ژانرونه

رفض روزفلت خوض الانتخابات لولاية رئاسية أخرى عام 1908، واعتبر أنه قضى ولايتين رئاسيتين تقريبا منذ سبتمبر عام 1901، وكان الحد المعهود منذ فترة رئاسة جورج واشنطن هو ولايتين رئاسيتين، بدلا من ذلك، بحث روزفلت عن إداري ناجح وجدير بالثقة بمقدوره تنفيذ برنامجه الإصلاحي؛ ولذلك وقع اختياره على ويليام هاورد تافت، الذي نجح كحاكم للفلبين ووزير حرب. تغلب تافت على ويليام جيننجز برايان، مرشح الحزب الديمقراطي للمرة الثالثة والأخيرة. مرة أخرى، أحكم الجمهوريون سيطرتهم على الكونجرس، باستحواذهم على ما يزيد على أربعين مقعدا في مجلس النواب وما يقرب من ثلاثين مقعدا في مجلس الشيوخ. إلا أن الكثير من هؤلاء الجمهوريين، لا سيما في مجلس النواب، لم يعدوا من المحافظين المؤيدين للفردية المفرطة والمناهضين للتنظيم، والمناصرين لمبدأ عدم التدخل. كان التقدميون قد شرعوا في الفوز في الانتخابات الأولية بالحزب الجمهوري لتحديد مرشحي الحزب للمقاعد المضمونة. لم يكن الكونجرس في عهد تافت يمينيا على نحو جازم مثلما كان في عهد روزفلت الذي اضطر إلى الدخول في صراع معه. ومن المفارقة أنه مع توجه مجلس النواب نحو اليسار، توجهت مؤسسة الرئاسة في عهد تافت نحو اليمين. وسيأتي زخم الإصلاح التقدمي في واشنطن، على مدى أربع سنوات بداية من عام 1909، من الكونجرس وليس من البيت الأبيض.

كانت مؤهلات تافت وأداؤه كإداري عسكري وإمبريالي ما جعله محببا إلى قلب روزفلت، وهذا يرجع في الأغلب إلى أن قدرا كبيرا من نشاط روزفلت نفسه كرئيس للبلاد تركز في المجالات التي برع فيها تافت. لم تكن الشئون الخارجية وتعزيز القوة العسكرية وبناء الإمبراطورية مؤشرات فاصلة بعينها على تبني التقدمية؛ فبعض التقدميين كانوا نشطاء إمبرياليا (ثيودور روزفلت ووودرو ويلسون لاحقا)، وبعضهم كانوا متحفظين بدرجة أكبر (برايان على سبيل المثال) أو دعاة للسلام بصورة صريحة (كجين آدمز وغيرها). كان المؤشر الأوضح - رغم قصوره - على النشاط أو التحفظ هو الانتماء الحزبي، فمنذ عصر لينكولن ووزير خارجيته، ويليام إتش سيوارد، اضطلع الحزب الجمهوري بدور نشط على صعيد الشئون الخارجية والداخلية. تجلى ذلك النشاط بالتأكيد في تسعينيات القرن التاسع عشر حين ضم ماكينلي وأعضاء الحزب الجمهوري بالكونجرس هاواي (رفض جروفر كليفلاند فعل ذلك عام 1893)، وحين أعلنوا الحرب على إسبانيا وضموا الفلبين بعد ذلك. كان ماكينلي وروزفلت ووزراء الحرب بإدارتهما - إلهو روت وتافت - وأعضاء مجلس الشيوخ من أمثال هنري كابوت لودج (عضو الحزب الجمهوري عن ولاية ماساتشوستس) صديق روزفلت، وأيضا ألبرت بيفريدج (عضو الحزب الجمهوري عن ولاية إنديانا)؛ بناة نشطين للإمبراطورية الأمريكية. لم يكن ديمقراطيو العصر المذهب عازفين تماما عن التوسع الاستعماري والإمبراطورية، لكنهم في قضايا ضم الفلبين أو كوبا عام 1899-1900، اتخذوا موقف الحزب المخالف، وهكذا ظلوا في أغلب الأحيان خلال الحقبة التقدمية. كان هناك الكثير من الاستثناءات لدى الطرفين، لكن التوجه العام كان واضحا؛ الحزب الجمهوري مؤيد للإمبريالية، والحزب الديمقراطي مناهض للإمبريالية.

وفي ضوء كل من النتائج البعيدة المدى والأنماط الخاصة لعملية بناء الإمبراطورية الأمريكية التي نتجت عن فترة رئاسة روزفلت، يستحسن أن نلقي نظرة سريعة على هذه العملية وعلى ما ارتكزت عليه من افتراضات خاصة بالعرق، وتفوق العرق الأنجلوساكسوني، والنوع، والنزعة القومية. افترض النشاط الإمبريالي الأمريكي في أوائل القرن العشرين أن الأنجلوساكسونيين، الذين من بينهم الأمريكيون بالتأكيد، يتفوقون على غيرهم من الأعراق الأخرى. كما أنه عبر عن قوة أو رجولة واعية بذاتها، وهي شكل من أشكال المباهاة الأيديولوجية. كانت هذه رؤية روزفلت، التي أيده فيها الكثيرون.

يأتي روزفلت في مرتبة متقدمة في أي قائمة للرؤساء الإمبرياليين. وعلى الرغم من أنه لم يضف إلى المناطق التابعة للولايات المتحدة إضافة كبيرة باستثناء منطقة قناة بنما، فقد أحكم السيطرة على المناطق التي تم الاستيلاء عليها في الحرب الإسبانية الأمريكية الكوبية الفلبينية؛ جوام والفلبين في غرب المحيط الهادئ، وبورتوريكو في منطقة الكاريبي.

علاوة على ذلك، أشرف روزفلت على باكورة شكل جديد للإمبريالية الأمريكية، ألا وهو: فرض «الوصاية» على الجمهوريات الصغيرة في منطقة الكاريبي، بدءا من كوبا وانتهاء ببنما وجمهورية الدومينيكان (ثم نيكاراجوا وهايتي وهندوراس تحت حكم خليفتيه تافت وويلسون). ضم قرار الكونجرس الذي خول لماكينلي إرسال قوات أمريكية إلى كوبا عام 1898 بندا باسم «تعديل تيلر»، الذي نفى أي نوايا أمريكية لضم كوبا. ولكن في إجراء آخر قام به الكونجرس عام 1901، تمثل في «تعديل بلات»، أعطت الولايات المتحدة لنفسها حق الإشراف على العلاقات الخارجية والموارد المالية وحفظ النظام العام في كوبا. وعندما صدقت كوبا على دستورها كدولة مستقلة عام 1903، حرص المحتلون الأمريكيون على أن يكون نص تعديل بلات جزءا لا يتجزأ منه. وبناء عليه ظلت كوبا تحت «وصاية» الولايات المتحدة.

سرعان ما ستصل «الوصاية»، على غرار ما حدث في كوبا، للجمهوريات الأخرى، فلم يكن هناك حاجة إلى ضمها؛ إذ ستسيطر عليها أمريكا من خلال حكام مدنيين، أو البحرية الأمريكية عند «الضرورة». اعترفت القوى الأوروبية بمنطقة الكاريبي كمنطقة «ذات أهمية قصوى» للولايات المتحدة. أوضح مبدأ «القوة البوليسية» الذي ذكره روزفلت عام 1904 الأساس المنطقي لذلك؛ وهو أن «الممارسات الخاطئة المستمرة، أو الضعف» بررت التدخل الأمريكي، وبناء عليه ضمنت حماية المصالح الأمريكية في كوبا والجمهوريات الأخرى؛ الاستثمارات في السكك الحديدية وزراعة السكر والفاكهة والعقارات. وخضعت حرية السكان المحليين للهيمنة الأمريكية.

أشرف روزفلت كذلك، ونظم بالطبع، عملية إنشاء قناة بنما، فمنذ أربعينيات القرن التاسع عشر وأيام الحرب الأمريكية المكسيكية، حلم الأمريكيون الذين رغبوا في بناء إمبراطورية أمريكية بقناة تربط بين المحيطين الأطلنطي والهادئ، لكن تبين أن التمويل، والتصميم الهندسي والعلاقات الدبلوماسية بين الدول المتضمنة في ذلك مشكلات؛ شديدة الصعوبة. لكن في عام 1903 رأى روزفلت فرصة سانحة لتحقيق هذا الحلم. دعم روزفلت وحرض حركة بنمية تسعى للانفصال عن كولومبيا، وأرسل الأسطول الأمريكي للتأكد من نجاح المتمردين البنميين فيما يسعون إليه، ثم منح الولايات المتحدة منطقة عرضها عشرة أميال أنشئت في نطاقها قناة بنما. افتتحت القناة عام 1914 وأصبحت حجر زاوية في الاستراتيجية التجارية والبحرية الأمريكية على مدى جانب كبير من القرن العشرين؛ فكانت على القدر نفسه من أهمية قناة السويس بالنسبة للإمبراطورية البريطانية قبل استقلال الهند عام 1947.

أسس روزفلت ووزيرا الحرب في عهده، إلهو روت وويليام هاورد تافت، هيئة أركان حرب عامة للجيش وأنشئوا كذلك كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي. وبدعم من الكونجرس أضافوا سفنا حربية وسفنا أخرى إلى الأسطول البحري، وفي عام 1907 أرسل روزفلت الأسطول الجديد، «الأسطول الأبيض العظيم»، حول العالم للتأكيد على مكانة الولايات المتحدة باعتبارها «قوة عظمى». شارك روزفلت في مؤتمرات للسلام لإنهاء الحرب الدامية بين روسيا واليابان عام 1905 ولتسوية أزمة أوروبية حول المغرب عام 1906. توصل عبر تافت وروت لاتفاقيات تخول لليابان توسيع سيطرتها في كوريا ونفوذها في منشوريا، نظير الاعتراف بالاستعمار الأمريكي للفلبين. في هذا الإطار، راقب روزفلت في قلق، وتلاه رضا، الإدارة المدنية للجزر من قبل تافت وآخرين، وتطلع أيضا، كما أخبر الكونجرس، إلى اليوم الذي يصبح فيه الفلبينيون جاهزين للحكم الذاتي، لكن ذلك اليوم كان في المستقبل المجهول.

لم ينتب روزفلت شعور باللوم تجاه معاملة الفلبينيين كرعايا مستعمرين كما هو الحال فيما يتعلق بسيطرته على جمهوريات منطقة الكاريبي؛ فمن وجهة نظره، أن تفوق العرق الأنجلوساكسوني موثق بحكم العرف ويؤيده أفضل علوم العصر. لطالما رفضت «العنصرية العلمية»، كما أطلق عليها منذ ذلك الحين، باعتبارها غير علمية على الإطلاق؛ واعتبرت عنصرية محضة، وبدا أنها تبرر الاستعمار بالخارج كما تبرر قوانين جيم كرو العنصرية بالداخل. قبل روزفلت أيضا التمييز العنصري بين مجموعات المهاجرين، وأسس لجنة يرأسها السيناتور ويليام بي ديلنجهام (عضو الحزب الجمهوري عن ولاية فيرمونت) عام 1907، واتفق مع رأيها بأن «المهاجرين القدامى» من بريطانيا وأيرلندا وألمانيا واسكندنافيا يلائمون على نحو أفضل كثيرا الأسلوب الأمريكي في الديمقراطية من «المهاجرين الجدد» من دول أوروبا الجنوبية والشرقية الذين شكلوا أغلبية الوافدين في ذلك الوقت. خلصت لجنة ديلنجهام إلى ضرورة فرض قيد ما، وتمثلت توصيته الأساسية للجنة في عمل اختبارات خاصة بالقراءة والكتابة للمهاجرين، مع استثناء أولئك الذين لا يستطيعون الكتابة أو القراءة بأي لغة، ووافق روزفلت على ذلك.

وفيما يتعلق بموقف روزفلت من الأمريكيين من أصول أفريقية، فقد كانت سيرته متباينة. عين روزفلت (أو حاول تعيين) بعض السود في مناصب قضائية، وسعى إلى إنهاء عمالة السخرة للسود في الجنوب، واستضاف بوكر تي واشنطن على الغداء بالبيت الأبيض (الأمر الذي أثار ضده موجة شديدة من الاستنكار في الجنوب)، لكنه في الوقت نفسه فصل كتيبة عسكرية من السود وعاقبها دون استقصاء كاف للأدلة، بعد أن وجهت إليها اتهامات باطلة بالخروج عن السيطرة وبث الرعب بإطلاق الرصاص عشوائيا بمدينة براونزفيل، بولاية تكساس عام 1906. بعد عدة سنوات تمت تبرئة كل أفراد الكتيبة؛ واتضح أن روزفلت تسرع في توجيه الاتهام وإصدار الحكم. وبنحو عام، بالرغم من أنه لم يكن قط مؤيدا مطلقا للتفرقة العنصرية مثل خليفته وودرو ويلسون، فقد أيد العنصرية الأنجلوساكسونية التي كانت إحدى السمات غير المحببة في الحركة التقدمية.

ناپیژندل شوی مخ