[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) كيف يجوز ان يخلقه ثم يقول (كن فيكون) وقد تقدم خلقه له وذلك يتناقض. وجوابنا ان المراد خلق آدم من تراب ثم قال له كن حيا وعلى سائر الصفات فالذي كونه من حياته وغيرها هو غير الذي خلقه من قبل. وكذلك القول في عيسى أنه خلق الصورة ثم قال له كن على هذا المثال هذا متى حمل قوله كن على الحقيقة فاما اذا أريد بذلك أنه كونه حيا بعد ان خلق الشخص فلا تناقض في ذلك وانما بين تعالى بأنه مثل آدم أنه مخلوق لا من شيء متقدم يجري مجرى الاصل له كالنطفة والعلقة لتعرف قدرته على ابتدائه وليعلم اصحاب الطبائع بطلان قولهم فقد كان في ذلك الزمان فيهم كثرة.
[مسألة]
مخ ۶۸