تنزيه القرآن (5) [مسألة]
وربما قيل ما معنى يبشرك بكلمة منه وما فائدة تسمية عيسى عليه السلام كلمة مع انه جسم والكلمة لا تكون الا عرضا. وجوابنا أن ذلك في وصف عيسى مجاز عندنا والمراد أنه يكون حجة ودلالة كالكلام وان كان في العلماء من يحمله على الحقيقة ويزعم أنه مخلوق من كلمة كن فهو اذا كلمة وربما جعلوه كلمة لا من جنس الكلام والذي قلناه أصوب.
[مسألة]
ويقال كيف يجوز أن يتكلم في المهد وذلك مخالف للعادة وكيف يقوى لسان الصبي على الكلام ويتكامل عقله. وجوابنا أنه من حيث خرج عن العادة صار معجزا وانما قواه الله على الكلام وأكمل عقله في ذلك الحال وجعل ذلك معجزة لشدة الحاجة في براءة ساحة امه عما كان يذكر عند ولادتها ولو تأخر ذلك لكان مفسدة ومتى ظهر ذلك منه وهو صغير كان أقوى في الباب والبالغ انما يكمل عقله وقوته بعد ذلك، فالله تعالى هو قادر على ذلك في حال الصغر وانما لا يفعل في غيره الا في حال الكبر للعادة والمصلحة.
فان للآباء مصالح في نشوء الاولاد على هذا الترتيب ولو لا ذلك لكان الصغير كالكبير في جواز كمال العقل ولذلك يختلف كمال العقل فهو في واحد اسرع منه في آخر.
[مسألة]
مخ ۶۶